ويدخل عليه اللواحق العارضية هو لاشتماله على ما بالقوة والامكان وعلى الاعدام أو القصورات فيفتقر إلى ما يستكمل به ويخرج به ذاته من العدم إلى الوجود ومن القوة إلى الفعل ومن النقص إلى الكمال ولأجل ذلك أودع الله في كل مخلوق توجها إلى الكمال وطلبا للتمام الذي يناسبه تقربا إلى الله اما بعشق عقلي كما للمقربين واما بشوق نفساني كما للنفوس العالية من المشتاقين واما بشوق حيواني شهوي كما للنفوس السافلة أو بحركة وضعية أو كمية أو كيفية أو أينية كما للطبائع الفلكية والعنصرية وبالجملة لا يخلو ما سوى الحق من قصور أو فقد محوج له إلى متمم ومكمل له ومحصل لوجوده فهو أجوف بهذا المعنى فاذن الذي لا جوف له بوجه من الوجوه ولا تركيب فيه أصلا من جهتي نقص وتمام هو الله الواحد الأحد الصمد.
واعلم أن الأحاديث المنقول من أئمتنا المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين في هذا الباب كثيره اكتفينا بهذا لئلا يؤدى ذكرها جميعا إلى الاطناب ولتيسر الرجوع إلى كتب الحديث لمن أراد الوقوف عليها واما المنقول من غيرهم من أهل العلم والتوحيد فلقد قال الشيخ أبو علي في تعليقاته على الشفا في بيان ارادته تعالى ان هذه الموجودات كلها صادره عن ذاته وهي مقتضى ذاته فهي غير منافيه له ولأنه يعشق ذاته فهذه الأشياء كلها مراده لأجل ذاته فكونها مراده له ليس لأجل غرض وراء ذاته بل لأجل ذاته لأنها مقتضى ذاته فليس هذه الموجودات مراده لأنها هي بل لأجل ذاته ولأنها مقتضى ذاته (1) مثلا لو كنت تعشق شيئا لكان جميع ما يصدر عنه معشوقا لك لأجل ذلك الشئ ونحن انما نريد الشئ لأجل شهوة أو لذه لا لأجل ذات الشئ المراد ولو كانت الشهوة واللذة وغيرهما من الأشياء شاعره بذاتها وكان مصدر الافعال عنها ذاتها لكانت مريده لتلك الأشياء لذاتها لأنها صادره من ذاتها والإرادة لا تكون الا لشاعر بذاته ثم قال وقد بينا ان واجب الوجود تام بل فوق التمام فلا يصح ان يكون فعله لغرض فلا يصح ان يعلم أن شيئا هو موافق له فيشتاقه ثم يحصله فاذن ارادته من جهة العلم ان يعلم أن ذلك الشئ في نفسه خير وحسن ووجود ذلك يجب ان يكون على الوجه الفلاني