الذات فقط ولكن كونها عين الذات عبارة عن كونها بحيث يصدق عليها لذاتها هذه المعاني المتكثرة من دون قيام صفه به وفي هذا الاعتبار يتحقق صفه وموصوف وعلم وعالم وقدره وقادر وكذا وجود وموجود ويقال لهذا الاعتبار مرتبه الإلهية كما يقال لاعتبار الوجود مرتبه الأحدية والهوية الغيبية فيتحد العلم والقدرة والإرادة وغيرها من الصفات في هذه المرتبة كاتحاد الصفة والموصوف فيها أيضا والحكم بالمغائرة بينها مع كونها واحده في نفس الامر كحكم العقل بالمغائرة بين الجنس و الفصل في العقل البسيط مع اتحادهما في نفس الامر وليست في الوجود الا الذات الأحدية كما أنهما في الخارج شئ واحد هو العقل وفي الاعتبار الاخر يتميز كل منهما عن صاحبه فيتكثر الصفات والأسماء ولوازمها غاية التكثر فاتقن ذلك لان لا تقع في التعطيل ولا في التشبيه الفصل (5) في ايضاح القول بان صفات الله الحقيقية كلها ذات واحده لكنها مفهومات كثيره واعلم أن كثيرا من العقلاء المدققين ظنوا ان معنى كون صفاته تعالى عين ذاته هو ان معانيها ومفهوماتها ليست متغائرة بل كلها ترجع إلى معنى واحد وهذا ظن فاسد ووهم كاسد والا لكانت ألفاظ العلم والقدرة والإرادة والحياة وغيرها في حقه ألفاظا مترادفة يفهم من كل منها ما يفهم من الاخر فلا فائدة في اطلاق شئ منها بعد اطلاق أحدها وهذا ظاهر الفساد ومؤد إلى التعطيل والالحاد بل الحق في معنى كون صفاته عين ذاته ان هذه الصفات المتكثرة الكمالية كلها موجودة بوجود الذات الأحدية بمعنى انه ليس في الوجود ذاته تعالى متميزا عن صفته بحيث يكون كل منها شخصا على حده ولا صفه منه متميزة عن صفه أخرى له بالحيثية المذكورة بل هو قادر بنفس ذاته وعالم بعين ذاته أي يعلم (1) هو نفس ذاته المنكشفة عنده بذاته
(١٤٥)