وأفعاله إلى توسط شئ من غيره ولا إلى الاستعانة بابطال الدور والتسلسل فبذاته تعالى يعرف ذاته ووحدانيته شهد الله انه لا إله إلا هو ويعرف غيره أولم يكف بربك انه على كل شئ شهيد.
فهذا المسلك كاف لأهل الكمال في طلب الحق وآياته وأفعاله لكن ليس لكل أحد قوة استنباط الاحكام الكثيرة من أصل واحد فلا بد في التعليم من بيان ساير الطرق الموصلة إلى الحق وان لم يكن بهذه المثابة من الايصال.
الفصل (2) في الإشارة إلى مناهج أخرى للوصول إلى هذه الوجهة الكبرى فمنها ما أشرنا إليه في العلم الكلى والفلسفة الأولى لأنا بينا خواص واجب الوجود ووحدته حيث ذكرنا ان الموجود ينقسم بحسب المفهوم إلى واجب وممكن والممكن لذاته لا يترجح وجوده على عدمه فلا بد له من مرجح من خارج (1) والا ترجح بذاته فكان ترجحه واجبا لذاته فكان واجب الوجود بذاته وقد فرض ممكنا وكذا في جانب العدم فكان ممتنعا وقد فرض ممكنا هذا خلف فواجب الوجود لا بد من وجوده فان الموجودات حاصله فإن كان شئ منها واجبا فقد وقع الاعتراف بالواجب والا فوقع الانتهاء إليه لبطلان ذهاب السلسلة إلى غير نهاية كما مر بيانه والدور مستلزم للتسلسل فهو محال أيضا مع أنه يوجب تقدم الشئ على نفسه وذلك ضروري البطلان ولا يدفع بطلانه اختلاف الحيثية التعليلية لأنها غير مكثرة للذات الموضوعة لهما فالدور مع أنه يستلزم التسلسل يستلزم تقدم الشئ على نفسه وهذا المسلك أقرب المسالك إلى منج الصديقين وليس بذلك كما زعم لان هناك يكون النظر إلى حقيقة الوجود وهيهنا يكون النظر