الأحوال الأرضية منوطة بالحركات السماوية وحتى الاختيارات والإرادات فإنها لا محاله أمور تحدث بعد ما لم تكن ولكل حادث بعد ما لم يكن علة وسبب حادث وينتهي ذلك إلى حركه ومن الحركات إلى حركه المستديرة فقد فرغ من ايضاح هذا فاختياراتنا أيضا تابعه للحركات السماوية والحركات والسكونات الأرضية المتوافقة على اطراد متسق يكون دواعي إلى القصد وبواعث عليه ويكون هذا هو القدر الذي أوجبه القضاء والقضاء هو العقل الأول الإلهي (1) الواحد المستعلى على الكل الذي منه يتشعب المقدرات انتهى كلامه وقال في أول العاشرة من إلهيات الشفا ان مبادئ جميع هذه الأمور تنتهي إلى الطبيعة والإرادة والاتفاق والطبيعة مبدأها من هناك والإرادات التي لنا كائنة بعد ما لم يكن وكل كائن بعد ما لم يكن فله علة فكل اراده لنا فلها علة وعلة تلك الإرادة ليست اراده متسلسلة في ذلك إلى غير النهاية بل أمور تعرض من خارج أرضية وسماوية والأرضية تنتهي إلى السماوية واجتماع ذلك كله يوجب وجود الإرادة واما الاتفاق فهو حادث من مصادمات هذه (2) فإذا حللت الأمور كلها استندت إلى مبادئ ايجابها
(٣٩١)