المزاج الكامل وهو لغاية هي فيضان الكمال النفسي وغايته حصول العقل بالملكة ثم بالفعل ثم العقل الفعال وغايته الباري المتعالى وفي العلوم مثلا كون علم اللغة والنحو لغاية هي علم المنطق وغايته ان يكون آله للعلوم النظرية غير الآلية وتلك العلوم غير الآلية إذا اخذت على الاطلاق فغايتها نفسها لأنها الغاية الأخيرة لغيرها من العلوم الآلية وإذا تميزت وانفصل بعضها عن بعض فلا يبعد ان يكون بعضها غاية وبعضها ذا الغاية فان مباحث الطبيعة وحركه والكون والفساد غايتها مسائل ما بعد الطبيعة.
ثم مسائل العلم الكلى من ما بعد الطبيعة غايتها علم المفارقات والربوبيات مطلقا وغايتها علم التوحيد وعلم الإلهية وأحوال المبدء والمعاد وهذا العلم غايته من حيث العلم نفسه وغايته من حيث الوجود هي الوصول إلى جوار الله والقرب منه وغايته الفناء في التوحيد وغايته البقاء بعد الفناء ولا غاية له وهو غاية الغايات و نهاية المقامات فاذن لا لمية لشئ من أفعاله من حيث كونه فعلا له على الاطلاق ومن حيث كونه آخر الافعال ولكن لا فاعليه المخصوصة البعيدة منه أو المتوسطة اغراض وغايات ولميات مترتبة منتهية كلها إلى من هو غرض الاغراض وغاية الأشواق والحركات بنفس ذاته الأحدية الحقه من كل جهة.
ومنها انه لو كان الكل بإرادة الله وقضائه لوجب الرضا بالقضاء عقلا وشرعا ولذلك قد ورد في الحديث الإلهي من لم يرض بقضائي ولم يصبر على بلائي ولم يشكر على نعمائي فليخرج من ارضى وسمائي وليطلب ربا سواي على أن الرضا بالكفر والفسق كفر وفسق وقد ورد وصح عن الأئمة ع ان الرضا بالكفر كفر وقال تعالى ولا يرضى لعباده الكفر وأجاب عنه الشيخ الغزالي وغيره كالامام الرازي بان الكفر مقضى لا قضاء لأنه متعلق القضاء فلا يكون نفس القضاء فنحن نرضى بالقضاء لا بالمقضى (1) واستصوبه جماعه من الصوفية كصاحب العوارف