الايجاد الا الله المتعال عن الشريك في الخلق والايجاد فيفعل ما يشاء ويحكم ما يريد لا علة لفعله ولا راد لقضائه لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون ولا مجال للعقل في تحسين الافعال وتقبيحها بالنسبة إليه بل يحسن صدور كلها عنه والأسباب المشاهدة كالأفلاك والكواكب وأوضاعها لصدور الحوادث الأرضية وأشخاص الانسان والحيوان لصدور أفاعيلها وحركاتها هي مما ارتبط بها وجود الأشياء بحسب الظاهر لا بحسب حقيقة الامر في نفسه لأنها ليست أسبابا بالحقيقة ولا مدخل لها في وجود شئ من الأشياء لكنه اجرى عادته بأنه يوجد تلك الأسباب أولا ثم يوجد عقيبها تلك المسببات والتحقيق ان المسببات صادره عنه ابتداء وقالوا في ذلك تعظيم لقدره الله و تقديس لها عن شوائب النقصان والقصور في التأثير حيث يحتاج في تأثيره في شئ إلى واسطه شئ آخر وتشاجر بين هاتين الطائفتين المناقضات والاحتجاجات والاستدلالات بأمور متعارضة حتى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية فإنها متعارضة الظواهر في هذا الباب.
وذهبت طائفة أخرى وهم الحكماء وخواص أصحابنا الامامية رضوان الله عليهم (1) إلى أن الأشياء في قبول الوجود من المبدء المتعالى متفاوتة فبعضها لا يقبل الوجود الا بعد وجود الاخر كالعرض الذي لا يمكن وجوده الا بعد وجود الجوهر فقدرته على غاية الكمال يفيض الوجود على الممكنات على ترتيب ونظام وبحسب قابلياتها المتفاوتة بحسب الامكانات فبعضها صادره عنه بلا سبب وبعضها بسبب واحد أو أسباب كثيره فلا يدخل مثل ذلك في الوجود الا بعد سبق أمور هي أسباب وجوده وهو مسبب الأسباب من غير سبب وليس ذلك لنقصان في القدرة بل النقصان في القابلية