كلام الله وكلماته التامات ومفاتيح رحمته وخزائن علمه وجوده وأعينه الناظرة في قوله تعالى واصنع الفلك بأعيننا ووحينا فهذه الكلمات كلها صفات القلم الإلهي وحيثياته.
واما اللوح المحفوظ فهو عبارة عن النفس الكلية الفلكية سيما الفلك الأقصى إذ كلما جرى في العالم أو سيجري مكتوب مثبت في النفوس الفلكية فإنها عالمه بلوازم حركاتها كما بيناه في مباحث الأجسام وسنعيد ذكره عند البحث عن المبادئ و الغايات فكما ينتسخ بالقلم في اللوح الحسى النقوش الحسية كذلك ارتسمت من عالم العقل الفعال صور معلومة مضبوطة لعللها وأسبابها على وجه كلي فتلك الصور محلها النفس الكلية التي قلب العالم والانسان الكبير عند الصوفية وكونها لوحا محفوظا باعتبار انحفاظ صورها الفائضة عليها على الدوام في خزائن الله تعالى على وجه بسيط عقلي أو باعتبار اتحادها بالعقل الفعال لا باعتبار هويتها النفسانية لما علمت من طريقتنا انه كلما تعلقت بالأجرام الطبيعية من النفوس والطبائع والقوى فهي متجددة الوجود حادثه غير باقيه ما دامت موجودة بهذا الوجود التكويني ثم ينتقش في النفوس المنطبعة الفلكية صور جزئيه متشخصة بأشكال وهيئات مقدره مقارنه لأوقات معينه على مثال ما يظهر في المادة الخارجية وهذه الصور لجزئيتها وشخصيتها متبدلة متجددة بعضها خلاف بعض في التعينات والتشخصات بخلاف ما في اللوح المحفوظ فإنها مضبوطة مستمرة على نسق واحد كالكبريات الكلية فهذه النفوس هي ألواح قدرية فيها المحو والاثبات وعالمها عالم الخيال الكلى وعالم المثال وكل منهما كتاب مبين كما قال تعالى ولا حبه في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين الا ان الأول لوح محفوظ ما فيه من التغير يسمى بأم الكتاب والثاني كتاب المحو والاثبات على ما قال تعالى يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب واما وجود هذه الأكوان المادية في موادها الهيولانية الظلمانية المشار إليه بقوله وما ننزله الا بقدر معلوم أي بواسطة صورها القدرية المعلومة لأجل ارتسامها في القوى الادراكية فهل هي أيضا من مراتب العلم كما يظن أم لا فالحق ان ذلك