الفصل (6) في حال ما ذهب إليه الأفلاطونيون القائلون بالمثل العقلية والصور الإلهية وحال ما ينسب إلى فرفوريوس وأتباعه من اتحاد العاقل والمعقول اما مذهب القائلين بالمثل فهو وإن كان مذهبا منصورا عندنا حيث ذببنا عنه وبرهنا عليه وأحكمنا برهانه وشيدنا أركانه ورفعنا بنيانه كما سبق القول فيه في العلم الكلى المذكور في السفر الأول من هذا الكتاب لكن في جعل تلك الصور مناطا للعلم الأزلي الكمالي الإلهي السابق على كل ما سواه موضع بحث ومحل قدح لان علمه تعالى قديم واجب بالذات وهذه الصور متأخرة الوجود عنه تعالى وعن علمه بذواتها (1) فكيف يكون هي بعينها علمه بالأشياء في أزل الآزال.
وأيضا هذه الصور المفارقة لكونها موجودات عينيه لا ذهنية ننقل الكلام إلى كيفية علمه بها قبل الصدور فيلزم اما التسلسل (2) أو القول بان الواجب تعالى لا يعلم كثيرا من الأشياء قبل تلك الأشياء بل استفاد علمه بها منها وانه لولا تلك الأشياء لم يكن هو عالما بحال والأصول الماضية الحقه المتكررة تبطل هذا وأمثاله واما المنسوب (3) إلى فرفوريوس فقد بالغ الشيخ الرئيس ومن تأخر عنه إلى يومنا هذا في الرد عليه وتزييفه وتسفيه عقل قائله كما يظهر لمن تصفح كتب الشيخ