فقوله تعالى ولا يرضى لعباده الكفر وما يجرى مجراه من الآيات معناه ان الكفر وغيره من القبائح غير مرضى بها له في أنفسها (1) وبما هي شرور ولا ينافي ذلك كونها مرضيا بها بالتبعية والاستجرار أو نقول من سبيل آخر ان وزان الإرادة بالقياس إلى العلم وزان السمع والبصر بالقياس إليه وكوزان الكلام بالنسبة إلى القدرة فالعلم المتعلق بالخيرات اراده كما أن المتعلق منه بالمسموعات سمع وبالمبصرات بصر وكما أن القدرة المتعلقة بالأصوات والحروف على وجه تكلم وهذا لا ينافي كون الإرادة عين العلم فذاته تعالى علم بكل شئ ممكن وإرادة لكل خير ممكن كما أنه سمع لكل مسموع وبصر بالنسبة إلى كل مبصر وقدره على كل شئ وبالقياس إلى نوع من الأصوات والحروف تكلم أو كتابه فهذا طريق آخر في حل هذه الشبهة والأول أولى (2).
ومنها ان الله تعالى أوجد ما أوجد من الحوادث في وقت معين لا قبله ولا بعده فلا بد لهذا التخصيص من مخصص وليس هو القدرة لتساوي نسبتها إلى جميع الأوقات ولا العلم لما ذكرنا فهذا المخصص هو الإرادة لا القدرة والعلم فثبت ان الإرادة