أثبت علمه بجميع الأشياء مع كثرتها وتفصيلها في مرتبه ذاته (1) السابقة على جميع اللوازم والخوارج من غير أن يلزم اختلاف حيثية في ذاته وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده والله ذو الفضل العظيم.
الفصل (11) في حال مذهب من كان يرى أن علمه تعالى بالأشياء هو بالإضافة الاشراقية اعلم أن صاحب الاشراق أثبت علمه على قاعدة الاشراق وكان لي اقتداء به فيها فيما سلف من الزمان إلى أن جاء الحق وأراني ربى برهانه ومبنى تلك القاعدة على أن علمه بذاته هو كونه نورا لذاته (2) وعلمه بالأشياء الصادرة عنه هو كونها ظاهره له لاشراقه عليها اما بذواتها كالجواهر والاعراض الخارجية أو بمتعلقاتها التي هي مواضع الشعور للأشياء مستمرة كانت كما في المدبرات العلوية الفلكية عقولها أو نفوسها أو غير مستمرة كما في القوى الحيوانية النطقية والخيالية والحسية فعلمه تعالى عنده محض اضافه اشراقية (3) فواجب الوجود مستغن في علمه