لأنه لا يروى ولا يهم ولا يتفكر وهذه الصفات منفية عنه وهي صفات الخلق فإرادة الله الفعل لا غير ذلك يقول له كن فيكون بلا لفظ ولا نطق بلسان ولا همه ولا تفكر ولا كيف لذلك كما أنه لا كيف له ولعل المراد من الضمير تصور الفعل وما يبدو بعد ذلك من اعتقاد النفع فيه ثم انبعاث الشوق من القوة الشوقية ثم تأكده واشتداده إلى حيثية يحصل الاجماع المسمى بالإرادة فتلك مبادئ الافعال الإرادية القصدية فينا والله سبحانه مقدس عن ذلك كله فالفعل الصادر عنا بالاختيار يتوسط بين جوهر ذاتنا وبينه أمور كثيره انفعالية بعضها من باب الادراك وبعضها من باب حركه الفكرية وبعضها من باب الشهوة والغضب وبعضها من باب الفعل التحريكي كالجذب والدفع واما الجناب الربوبي ففعله مترتب على نفس ذاته بلا توسط متوسط بينه و بين فعله من الصفات والأحوال العارضة والسوانح الطارية من الاغراض والأشواق والهمم والقصود وغيرها من الانفعالات والتغيرات نعم أفعاله يترتب بعضها على بعض لصدور الموجودات عنه على ترتيب الأشرف فالأشرف.
وعن هشام بن الحكم في حديث الزنديق الذي سئل أبا عبد الله ع فكان من سؤاله ان قال له فله رضاء وسخط فقال أبو عبد الله ع نعم ولكن ليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين وذلك أن الرضاء حال تدخل عليه فتنقله من حال إلى حال لان المخلوق أجوف معتمل (1) (2) مركب للأشياء فيه مدخل وخالقنا لا مدخل للأشياء فيه لأنه واحد واحدى الذات واحدى المعنى فرضاه ثوابه وسخطه عقابه من