عين هذه الممكنات وهو حادث فكذلك لإرادته سبحانه مراتب وأخيرة المراتب هي بعينها ذوات الموجودات المتقررة بالفعل وانما هي عين الإرادة بمعنى مراديتها له لا بمعنى مريديته إياها وما به فعليه الإرادة والرضا ومبدئية التخصيص هو عين ذاته الحقه وهذا أقوى في الاختيار مما يكون انبعاث الإرادة والرضا بالفعل عن امر زائد على نفس ذات الفاعل انتهى حاصل ما افاده دام علوه ومجده.
وأقول وهيهنا سر عظيم من الاسرار الإلهية نشير إليه إشارة ما وهو انه يمكن للعارف البصير ان يحكم بان وجود هذه الأشياء الخارجية من مراتب علمه وارادته بمعنى عالميته ومريديته لا بمعنى معلوميته ومراديته فقط وهذا مما يمكن تحصيله للواقف بالأصول السالفة ذكره.
الفصل (9) في اعتضاد ما ذكرنا من الفرق بين اراده الله سبحانه وبين إرادتنا من طريق الرواية والنقل وقد مضى ان شاكلتنا فيما أردنا فعله أو هممنا نحو تحصيله انا نتصوره أولا و نصدق بفائدته العائدة إلينا تصديقا ظنيا أو جهليا خياليا أو علميا بان فيه منفعه ما أو خيرا ما من الخيرات الحقيقية أو الظنية عينا كان أو صيتا أو ثناء ومحمدة عائده إلى جوهر ذاتنا أو إلى قوة من قوانا فينبعث من ذلك العلم التصوري وذلك الحكم التصديقي شوق إليه فإذا قوى الشوق النفساني واشتد اهتزت القوة الإرادية وحصلت الإرادة المسماة بالاجماع وهذه الإرادة في الانسان من قوة هي فوق القوة الشوقية الحيوانية التي تتشعب إلى الشهوة والغضب وهي العقل العملي (1) وفي غيره اشتداد حال تلك