ما يجرى مجراه بل لإدامة ذاتها ومحافظة صورتها فإذا كان فاعل ذاتي وكل قوة فعاله عاليه أو سافله يمتنع ان يكون لها غرض أو باعث أو داع فيما دونها فكيف الامر في القوة القاهرة الإلهية التي هي فوق الكل ووراء الجميع وليس فيه تعالى شوب نقص وقصور وغيره من القوى الفعالة لا يخلو عن شوائب النقصانات الا ان كلا منها ينجبر نقصه بما فوقه اما بحسب الفطرة الأولى كالعقول القادسة أو بحسب الفطرة الثانية كالنفوس الفلكية وما بعدها.
الفصل (7) في تفسير الإرادة والكراهة وقد أشرنا في مواضع من كتابنا انه قد يكون لمهية واحده أنحاء من الكون (1) وأطوار من الحصول وانه قد يكون الأمور المتغائرة في المفهوم والمعنى موجودة بوجود واحد متشخصة بتشخص واحد كالمعاني الذاتية للمهية الانسانية من أجناسها القريبة والبعيدة وفصولها المترتبة التي قد تحصلت في شخص واحد منها كزيد مثلا موجودة بوجود واحد وتشخصت بتشخص واحد وتذوتت ذاتا واحده مشارا إليها بهذا وأنت ونظائرهما بل كل هذه المعاني مجتمعه في نفسه البسيطة التي هي ذاته وهي مبدء الجميع وصوره الكل وهي بحذاء الفصل الأخير لمهيته المحصلة لتلك المعاني تقوما وتجوهرا (2) المفيدة لما بإزائها