النشأة الآخرة بالنفخة الثانية فإذا هم قيام ينظرون وأشرقت ارض البدن الأخروي حينئذ بنور النفس كالحال في القيامة الكبرى حذو القذة بالقذة وذلك لان النفس محيطة بقواها قاهره عليها منها مبتداها وإليها مرجعها ومنتهاها كما أن النفس من الله مشرقها والى الله مغربها وكذلك جميع الموجودات كما بين منه يبتدى واليه يصير الا إلى الله تصير الأمور الفصل (12) في حل بقيه الشبه الواردة على الإرادة القديمة وبعض الشبه الواردة على الإرادة الحادثة فمنها انه يلزم قدم العالم وتخلف المراد إذا كانت اراده الله (1) على الوجه الذي بينه الحكماء والمحققون من الاسلاميين من كونها عين ذاته وعين الداعي الذي هو العلم بالنظام الأتم والجواب حسبما أشرنا إليه في مباحث حدوث الأجسام والطبائع الجسمية وكيفية ارتباط الحوادث بالهوية الإلهية ومنها انه ورد في كلامه تعالى لا يسئل عما يفعل فلو كان لشئ من أفعاله علة غائية أو داع لكان السؤال بلم عن فعله جايزا معقولا فلما ذا وقع النهى عن السؤال والمنع عن طلب اللمية في الكتاب والسنة والجواب انه ليس المراد بما وقع فيهما نفى التعليل وسلب الغاية عن فعله مطلقا كما حسبه الأشاعرة ومن يقتفى أثرهم بل المراد كما مرت الإشارة و التصريح عليه نفى مطلب لم في فعله المطلق وفي أفعاله الخاصة بحسب الغاية الأخيرة لا بحسب الغايات القريبة والمتوسطة ككون الطواحن من الأسنان عريضه لغاية هي جوده المضغ وهي أيضا لغاية هي جوده الهضم الأول وهي لجودة الهضم الثاني و هلم إلى غاية هي تغذية بدن الانسان على وجه موافق لمزاجه وهي لغاية هي حصول
(٣٧٩)