التي توجد في عالم المواد والأجرام لا يلزم ان يكون فيها شرية أو نقص أو آفة ما حققه العرفاء العالمون بعلم الأسماء من أن الأسماء الجلالية القهرية له كالمنتقم والجبار والقهار هي أسباب وجود هذه الأشرار والشرور كالكفرة والشياطين والفسقة وطبقات الجحيم وأهلها كما أن الأسماء الجمالية اللطيفة كالرحمن الرحيم الرؤف اللطيف هي مبادئ وجود الأخيار والخيرات كالأنبياء والأولياء ع والمؤمنين وطبقات الجنان وأهلها حتى قالوا إن الشيطان اللعين مخلوق من اسمه المضل لقوله تعالى حكاية عنه فبما أضلني (1) وقوله فبما أغويتني فالمتضادات والمتعاندات و المتخاصمات في عالم التفرقة والشر والتضاد متوافقات متصالحات في عالم الوحدة الجمعية الخيرية ومنها ان فعل العبد ان علم الله وجوده وتعلقت به ارادته و قضاؤه فهو واجب الصدور وان لم يعلم وجوده ولم تتعلق به ارادته وقضاؤه فهو ممتنع الصدور فكيف يكون فعل العبد مقدورا له وأجيب عنه بالنقض والحل اما النقض فلجريان مثله (2) في حق الله في ارادته للأكوان الحادثة سيما عند من أثبت له اراده متجددة واما الحل فقال صاحب المحصل ومن يحذو حذوه من اتباع الشيخ الأشعري ان الجواب عن هذا الاشكال الوارد على الكل ان الله لا يسئل عما يفعل وقد سبق حال ما ذكره وقال العلامة الطوسي ره في نقده لو كان ذلك مبطلا لقدره العبد واختياره في فعله لكان أيضا مبطلا لقدره الرب واختياره تعالى في فعله فإنه كان في الأزل عالما بما سيفعله فيما لا يزال ففعله فيما لا يزال اما واجب أو ممتنع والجواب عنه ان العلم تابع للمعلوم وحينئذ لا يكون مقتضيا للوجوب و الامتناع في المعلوم وهذا الجواب بظاهره غير صحيح (3) لان القول بتابعية
(٣٨٤)