يعلم علما يقينيا ان القدرة الحقة أزلية ثابتة والمقدورات حادثة متجددة الحصول ولا منافاة بين ان يكون الايجاد قديما والوجود الذي اثره حادثا في ايجاد ما لا يكون نحو وجوده الا على نحو التجدد والانقضاء والتبدل والتصرم وهو جميع ما في عالم الطبيعة كما بيناه واما الصور المفارقة التي هي صور أسمائه تعالى وعالم قضائه الأزلي فليست هي من الافعال الخارجية بل من الصفات الإلهية والحجب النورية و السرادقات الجلالية ولا يطلق عليها اسم العالم وسوى الله وسيجئ ء لهذا المطلب بسط وتوضيح.
تسجيل وتكميل ان الحق الحري بالتحقيق والتحصيل لمن رفض العصبية وترك التقليد وطرد الطاغوت ورجع إلى درك الحكمة وانخرط في حزب الملكوت وأولياء الحقيقة ان يعلم أن الفرق بين القادر المختار وبين الفاعل الموجب ليس على سبيل ما كان لاجا عليه أكثر المحتجبين عن ادراك الحقائق بأغشية التقليد للآباء والمشايخ لان الله سبحانه إذا كان هو الفاعل لما يشاء كانت ارادته واجبه الوجود كذاته لأنها عين ذاته الأحدية وقد مر ان واجب الوجود بالذات واجب الوجود من جميع الجهات فلم تكن تلك الإرادة قصدا (1) إلى التكوين سيما التكوين المطلق أو التكوين الأول لأقرب المجعولات إليه وأشرف الكوائن منه لان القصد إلى الشئ يمتنع بقاؤه بعد حصول ذلك الشئ المقصود (2) فثبت ان اراده الله سبحانه ليست عبارة عن القصد (3) بل الحق في