فليس في العالم الامكاني شئ مناف لذاته ولا لعلمه الذي هو عين ذاته ولا امر غير مرضى به فذاته بذاته كما أنه علم تام بكل خير موجود فهو أيضا اراده ورضاء لكل خير الا ان أصناف الخيرات متفاوتة وجميعها مراده له تعالى مرضى بها له فضرب منها خيرات محضه لا يشوبها شرية واقعية الا بحسب امكاناتها الاعتبارية المختفية تحت سطوع النور الإلهي الوجوبي على تفاوت مراتبها في شده النورية الوجودية وضعفها وضرب منها خيرات يلزمها شرية واقعية لكن الخير فيها غالب مستول والشر مغلوب مقهور وهذا القسم أيضا مراد لا محاله واجب الصدور عن الجواد المحض والمختار لكل ما هو خير لان في تركه شرا كثيرا والحكيم لا يترك الخير الكثير لأجل الشر القليل واما الشر المحض والشر المستولي والشر المكافي للخير فلا حصول لاحد من هذه الثلاثة في هذا العالم فلم يرد الله شيئا منها ولم يأذن له في قول كن للدخول في حريم الكون والوجود فالخيرات كلها مراده بالذات والشرور القليلة اللازمة للخيرات الكثيرة أيضا انما يريدها بما هي لوازم تلك الخيرات لا بما هي شرور فالشرور الطفيفة النادرة داخله في قضاء الله بالعرض (1) وهي مرضى بها كذلك.
(٣٤٤)