غير شئ يتداخله فيهيجه وينقله من حال إلى حال لان ذلك من صفه المخلوقين العاجزين المحتاجين وروى (1) مثل ذلك أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي في كتاب التوحيد وفيه ان الرضا والغضب دخال تدخل عليه وخالقنا لا مدخل للأشياء فيه لأنه واحد إحدى الذات واحدى المعنى.
أقول نعت المخلوق بالأجوف تشبيه في غاية الحسن والبلاغة في الكلام وهو في مقابله نعت الله بالصمد (2) وذلك لان كل ممكن مركب من مهية ووجود والمهية كالعدم في أنها لا تحصل لها في ذاتها لكن الوجود قد حصلها وعينها فكأنه أحاط بها كإحاطة الكره المجوفة بالفضاء الذي لا تعين له الا بالمحدد وأيضا الهويات الوجودية التي للممكنات قد علمت أن كلا منها مستصحب للاعدام والنقائص فلها تجاويف (3) بحسب تلك الاعدام والنقائص وكلما نزل الوجود وبعد عن منبع الخير والجود تضاعف فيه العدم والنقصان فكأنه صار أكثر جوفا وأقل سمكا وأرق قواما ثم إن الموجودات الطبيعية مركبه من مادة هي ما به الشئ بالقوة وصوره هي ما به الشئ بالفعل والصورة كأنها محيطه بالمادة لأنها تحصل المادة وتعينها لأنها مبهمة الذات عدمية الهوية فكل شئ طبيعي مادي كأنه أجوف.
وإذا تقرر هذا فاعلم أن سبب كون الشئ (4) بحيث يلحقه الأمور الخارجية