أي من الحقائق المضافة إلى الأشياء فله اعتباران أحدهما اعتبار عدم مغايرته (1) للذات الأحدية وهي بهذا الاعتبار من صفات الله وغير تابعه لشئ بل الأشياء تابعه له إذ به صدرت وجودات الأشياء في الخارج ولهذه الجهة قيل علمه تعالى فعلى وثانيهما اعتبار اضافته إلى الأشياء وهو بهذا الاعتبار تابع للأشياء متكثر بتكثرها وسنشبع القول في تحقيق هذا المقام عند بيان كيفية علمه بالأشياء على طريقه أصحاب المكاشفة الذوقية ونحن قد جعلنا مكاشفاتهم الذوقية مطابقه للقوانين البرهانية والكلام في كون علمه تابعا للمعلوم أو المعلوم تابعا له الأليق بذكره ان يكون هناك من هيهنا الفصل (12) في ذكر صريح الحق وخالص اليقين ومخ القول في علمه تعالى السابق على كل شئ حتى على الصور العلمية القائمة بذاته التي هي بوجه عين الذات وبوجه غيرها كما بيناه وهذه المرتبة من العلم هي المسماة بالغيب المشار إليه بقوله تعالى وعنده مفاتح (2) الغيب لا يعلمها الا هو فالمفاتيح هي الصور التفصيلية (3) والغيب هو
(٢٦٣)