والأول الواجب يعقل تلك الجواهر مع تلك الصور لا بصور غيرها بل بأعيان تلك الجواهر والصور وبهذا الطريق يعقل الوجود على ما هو عليه (1) فاذن لا يعزب عنه مثقال ذره في السماوات ولا في الأرض من غير لزوم شئ من المحالات المذكورة قال إذا تحققت هذا الأصل وبسطته ظهرت لك كيفية احاطته بجميع الموجودات الكلية والجزئية (2) وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء فهذا ما ذكره هذا العلامة وإذا تأملت فيه وجدته بعينه طريقه الشيخ الاشراقي بأدنى تفاوت وهي التي ارتضاها كل من نظر فيها ولم يقدح فيها أحد وهي مقدوحة عندي بوجوه من القدح و قد مضى بعضها وبقى البعض ولا باس بإعادتها مع ما بقي لما في التذكير من زيادة التوضيح والكشف.
فنقول يرد عليها أمور.
الأول انها تبطل العناية الإلهية السابقة (3) على جميع الممكنات الدال عليها النظام العجيب والترتيب الفاضل ولا يكفي في الاعتذار ما ذكره مجيبا عن ذلك بان جوده النظام وحسن الترتيب الأنيق في هذا العالم انما هي ظلال ولوازم للنسب الشريفة والترتيب الأنيق الواقع بين المفارقات فان للعقول المفارقة كثره وافرة عنده و لها سلاسل طولية وعرضية وهيئات عقلية ونسب معنوية فذوات هذه الأصنام تابعه لذوات أربابها وهيئاتها لهيئاتها ونسبها لنسبها وذلك لأنا نقول هب ان هذا النظام