مرتبه الذات البحتة المتقدمة على تلك التفاصيل والمقصود في هذا الفصل بيان شهوده تعالى للأشياء كلها في هذه المرتبة الأحدية التي هي غيب كل غيب وابسط من كل بسيط.
وهذا المطلب يمكن بيانه بوجهين أحدهما من جهة كونه تعالى عقلا بسيطا وهي طريقه قدماء الحكماء وثانيهما وهو منهج الصوفية المحققين من جهة اتصافه بمدلولات الأسماء والصفات في مرتبه ذاته (1) وانها ليست من قبيل اللوازم المتأخرة بل حالها كحال المهية بالقياس إلى وجودها مع أن الواجب ليس ذا مهية وكلا الوجهين دقيق غامض يحتاج دركه عند تعلمه واستفادته من المعلم البشرى و سماعه منه إلى لطف قريحة وصفاء ضمير فكيف في استنباطه واستفاضته من الملكوت.
اما المنهج الأول فلنمهد لبيانه أصولا أحدها ان كل هويه وجودية هي مصداق بعض المعاني الكلية في مرتبه وجودها وهويتها وهي المسماة في غير الواجب بالمهية عند الحكماء وبالعين الثابت عند الصوفية وذلك البعض قد يكون متعددا وقد يكون واحدا ويقال له المهية البسيطة والمعاني المتعددة قد تكون موجودة بوجود واحد ويقال لها البسيط الخارجي كالسواد مثلا وقد تكون موجودة بوجودات متعددة ويقال لها المركب الخارجي كمهية الحيوان المأخوذ جنسه من مادته وهو الجسم النامي وفصله من