الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٨ - الصفحة ١٣
هو موليها لكن بعضها أوثق وأشرف وأنور من بعض وأسد البراهين وأشرفها إليه هو الذي (1) لا يكون الوسط في البرهان غيره بالحقيقة فيكون الطريق إلى المقصود هو عين المقصود وهو سبيل (2) الصديقين الذين يستشهدون به تعالى عليه ثم
(1) وهو مع ذلك برهان انى سلك فيه من بعض اللوازم وهو كون الوجود حقيقة مشككة ذات مرتبه تامه صرفه وناقصة مشوبه إلى بعض آخر من اللوازم وهو كون المرتبة التامة الصرفة منه واجبه الوجود والذي ذكره ره من أن الطريق فيه عين المقصود وان فيه سلوكا من ذاته تعالى إلى ذاته ثم من ذاته إلى صفاته ثم من صفاته إلى أفعاله ينبغي ان يحمل على أن هذا البرهان الآني من بين سائر البراهين الآنية في هذا الباب أشبه باللم من غيره والا فلا معنى لعليه الذات بالنسبة إلى نفسها ولا بالنسبة إلى صفاتها التي هي عينها وكذا لا معنى للسلوك النظري من الشئ إلى نفسه ولا منه إلى صفاته التي هي عين نفسه هذا ط مد ظله (2) الصديق مبالغة الصادق وهو ملازم الصدق في الأقوال والافعال والقصود و العهود مع الله ومع الخلق فقد أومى قده إلى أن الطرق الأخرى كأنها لا تخلو عن كذب لان من لم يعلق بحقيقة الوجود التي هي بينه المائية والهلية وهي أظهر الظواهر وأوسع الواسعات كما أن مفهومها وعنوانها أبده البديهيات وأعم العامات وهي أول الأوائل في الخارج كما أن مفهومها أول الأوائل في الذهن كما عبر الشيخ في فصل عقده لبيان بعض احكام مفهومها بقوله في الذب عن أول الأوائل وعلق بغيرها من الحدوث والامكان وحركه ونحوها من الأخفياء ورأى الماهيات التي شانها الاختفاء وجعلها واحكامها مفروغا عنها واخذها موضوعه مسلمة ولم ير حقيقة الوجود التي يعرفها كل صبي وغبي وزكى وغيرهم وهي ظاهره بالذات مظهره لهذه الماهيات ولأحكامها هذه وغيرها لم تخلو فطرته عن اعوجاج و نظره عن عماء وكلامه اللهجي والقلبي عن كذب ولم يعدل حيث لم يضع الشئ موضعه بخلاف من استدل بحقيقة الوجود على حقيقة الوجوب فان نظره وقع على ما هو حق الواقع وحاق نفس الامر ووضع ما وافق الطبع ولم يتمسك بما يتطرق إليها النوع ولو أثبت المقدمات الممنوعة الا انه يطول المسافة س قده