في الوجود في حقه وكيفية كون الحقيقيات منها نفس الذات الأحدية.
تبصره فيها إشارة واعلم أن حيوه كل حي انما هي نحو وجوده إذ الحياة هي كون الشئ بحيث يصدر عنه الافعال الصادرة عن الاحياء من آثار العلم والقدرة لكن من الأشياء الحية ما يجب فيه ان يسبق هذا الكون كون آخر ومنها ما ليس يجب فيه ان يسبقه كون آخر.
فالقسم الأول كالأجسام الحية فان كونها ذات حيوه انما يطرء عليها بعد كون آخر له يسبق هذا الكون الحيواني لأن هذه الأجسام لو كان وجودها في نفسها هو بعينه كونها بحيث يصدر عنها أفعال الحياة لكان كل جسم حيا وان لم يكن كذلك بل طرء عليها هذا الوجود لا لأنها أجسام بل لأمر آخر تخصصت به فهو المطلوب وليس لك ان تقول ان هذا الكون أي كون الشئ بحيث يصدر عنه فعل الحياة هو الذي يقوم الجسم (1) لأنا نقول إن الذي ذكرت انما يصح ويتصور في الجسم بالمعنى الذي هو باعتباره جنس لا بالمعنى الذي هو باعتباره مادة وكلامنا في الثاني أي في مهية الجسم مجرده عن الزوائد فان الوجود المختص بمهية الجسم لا تعلق له بالكون الحيواني فهذا الكون امر زائد على وجود الجسم بما هو جسم.
واما القسم الثاني فهو فيما يخرج عن الأجسام فان ما ليس بجسم لا يمتنع فيه ان يكون وجوده بعينه هو كونه بالصفة المذكورة بل يوجب في أكثر ما ليس بجسم (2) ان يكون وجوده هذا الوجود فان الجواهر المفارقة والصور المجردة هذه صفتها أي كون وجودها بعينه هو حيوتها وذلك لعدم تركبها من مادة وصوره لان وجودها وجود صوري لا يتعلق بأمر بالقوة فالحياة فيها ليست ما به يكون الشئ حيا بل نفس حييته إذ من المحال ان يصير الشئ بهذا الوجود ذا هذا الوجود فيلزم توقف الشئ