وبعضها عرض منها واجب ومنها ممكن وذلك لأن هذه الصفات مما يقع الاشتراك فيها بحسب المعنى والمفهوم بين الواجب والممكن وهي في الواجب عين ذاته فتكون واجبه لان وجوده عين العلم والقدرة والإرادة وغيرها والعلم في علم العقل بذاته عقل وفي علم النفس بذاتها نفس وقد يكون عرضا من مقولة الكيف وهو كيفية نفسانية غير القدرة والإرادة اللتين هما أيضا كيفيتان نفسانيتان متغائرتان ومغائرتان للعلم فهي هيهنا مختلفه في الوجود لكل منها اثر خاص وهي كلها هناك شئ واحد وجودا وعينا وكذا فعلا وتأثيرا فان اثر العلم هناك بعينه اثر القدرة والإرادة والحياة فكما ان المعلول معلومه تعالى فكذا مقدوره ومراده وحى بحيوته ومجعوله بجعله بالذات من غير اختلاف جهات الا بحسب الأسماء ومفهوماتها هكذا يجب ان يحقق الامر في عينيه الصفات للواجب لا كما فهمه المتأخرون الذاهبون إلى اعتبارية الوجود فجعلوا معنى عينيه الصفات في الباري تعالى ان مفهوماتها مفهوم واحد وانه يترتب على ذاته بذاته ما يترتب على تلك الصفات في غيره وهذا بناء على غفلتهم عن سر الوجود ودرجاته المتفاوتة (1) ونزيدك ايضاحا لهذا المرام.
الفصل (3) في حال ما ذكره المتأخرون في أن صفاته تعالى يجب ان يكون نفس ذاته (2)