الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٨ - الصفحة ١١٢
العقل وتحليله من حيثيتين مختلفتين (1) وقد فرض وثبت انه بسيط الحقيقة هذا خلف فالمفروض انه بسيط إذا كان شيئا دون شئ آخر كان يكون ألفا دون ب فحيثية كونه ألفا ليست بعينها حيثية ليس ب والا لكان مفهوم الف ومفهوم ليس ب شيئا واحدا واللازم باطل لاستحالة كون الوجود والعدم أمرا واحدا فالملزوم مثله فثبت ان البسيط كل الأشياء.
وتفصيله انا إذا قلنا الانسان مثلا مسلوب عنه الفرسية أو انه لا فرس

(1) وليعلم ان الكلام انما هو في المصداق والواقعية الخارجية لا المفهوم الذهني وإن كان كلامه يوهم وقوع البحث في المفهوم وبيان ان مرتبه الوجود الواجبي لا قوام لها الا بالحقيقة الصرفة الوجودية بخلاف سائر المراتب دونها فان ما به يتقوم مرتبتها الوجودية ليس هو صرف الوجود بل مع ما اقترنت به من النقصانات والاعدام فلا وقع لما قد يتوهم من أنه كيف يمكن ان يقال في سائر المراتب بأنها متحصلة القوام من الوجود والعدم مع أن كل مصداق للموجودية ليس الا هي فان هذا خلط بين الواقعية المطلقة والمراتب المحدودة ولسيدنا الأستاذ دام مجده مسلك أعذب يمكن به الحصول على هذه النتيجة أعني كونه تعالى واجدا لكمال كل ذي كمال ولا يسلب عنه شئ منها من جهة النظر إلى وجوب الوجود بالذات فان لازم كون الوجوب بالذات ان يمتنع ارتفاع الوجود على أي تقدير فلا يكون محدودا والا ارتفع عما وراء الحد فهو مطلق فلا يسلب عنه وجود ولا يسلب عن وجود - اميد.
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»
الفهرست