عن المبادئ لا المنفعلة عنها بتوسط أوضاعها فالمحال غير لازم واللازم غير محال.
واما عن الثاني فالنفس عندنا غير متأثرة عن البدن من حيث تجردها عنه بل من حيث تعلقها به وتمام هذا البحث يطلب من كتابنا المسمى بالمبدء والمعاد.
واما المتكلمون (1) فطريقتهم تقرب من طريقه الطبيعيين المبتنية على الحركة لان طريقتهم تبتنى على الحدوث قالوا إن الأجسام لا تخلو عن حركه والسكون وهما حادثان وما لا يخلو عن الحوادث فهو حادث فالأجسام كلها حادثه وكل حادث مفتقر إلى محدث فمحدثها غير جسم ولا جسماني وهو الباري جل ذكره دفعا للدور والتسلسل (2).
وهذا أيضا مسلك حسن لأنا قد بينا ان تجدد الحركات يرجع إلى تجدد في ذوات المتحركات وان حامل قوة الحدوث لا بد ان يكون أمرا مبهم الوجود متجدد الصور الجوهرية والاعراض تابعه في تجددها وثباتها للجوهر فالعالم الجسماني بجميع ما فيه زائلة داثرة في كل آن فيحتاج إلى غيرها وهذا بعينه يرجع إلى الطريقة المذكورة والمنع المشهور الذي كان متوجها إلى كليه الكبرى في دليلهم من عدم تسليم ان كل ما لا يخلو عن الحوادث فهو حادث مدفوع بما قررنا وكذا البحث المشهور من أنه يمكن حدوث كل فرد من حركه أو المتحرك مع استمرار الطبيعة النوعية ساقط لان الكلى الطبيعي غير موجود عندهم أصلا وغير موجود عندنا بالذات إذ لا وجود للمهية مفهوما ومعنى الا من جهة الوجود والتشخص وليس لشئ من الحركات والمتحركات وجود وتشخص على نعت البقاء والاستمرار.