متابعه الشرائع والتسليم لاحكام الصادقين سلام الله عليهم أجمعين الحمد لله الذي فضلنا على كثير من خلقه تفضيلا.
الفصل (6) في دفع بعض الأوهام عن هذا المقام ولعلك تقول إذا كانت الضرورة الإلهية ضرورة أزلية كان لا صدور العالم ممتنعا بالذات (1) فيلزم ان يكون صدوره واجبا بالذات وذلك ينافي امكان وجوده بالذات فيقال لك حسب ما حققناه في مسألة الوجود من أن كلا من الآنيات البسيطة (2) والوجودات المجعولة التابعة للوجود التام الإلهي والآنية الأشدية الواجبية وان كانت ضرورية الوجود لان وجودها عين هويتها لكن ضرورتها تابعه للضرورة الأزلية الإلهية لان ضرورتها ما دام الجعل والإفاضة لا في أنفسها مع قطع النظر عن ارتباطها بالوجود التام الإلهي وقد ثبت الفرق في علم الميزان بين الضرورة الدائمة الأزلية والضرورة الذاتية التي لا تدوم الا ما دامت الذات موجودة.
واما ما ذكره بعض الأماجد دام مجده وبقاؤه في دفع هذا الأعضال من أن صدور شئ عن الغير أو حصوله عنه أو وجوده له غير تقرره ووجوده في نفسه لان الأول مضاف معقول بالقياس إلى غيره ولا يمكن لنا تعقله مع ذهولنا عن ذلك