لفظ الوجود إلى آخره قلنا نختار منه ما بإزاء ما يفهم من هذا اللفظ أعني حقيقة الوجود الخارجي الذي هذا المفهوم البديهي حكاية عنه فان للوجود حقيقة عندنا في كل موجود كما أن للسواد حقيقة في كل اسود لكن في بعض الموجودات مخلوط بالنقائص والاعدام وفي بعضها ليس كذلك وكما أن السوادات متفاوتة في السوادية بعضها أقوى وأشد وبعضها أضعف وانقص كذلك الموجودات بل الوجودات متفاوتة في الموجودية كمالا ونقصا.
ولنا أيضا ان نختار الشق الثاني من شقي الترديد الأول الا ان هذا المفهوم الكلى وإن كان عرضيا بمعنى انه ليس بحسب كونه مفهوما عنوانيا له وجود في الخارج حتى يكون عينا لشئ لكنه حكاية عن نفس حقيقة الوجود القائم بذاته وصادق عليه بحيث يكون منشأ صدقه ومصداق حمله عليها نفس تلك الحقيقة لا شئ آخر يقوم به كسائر العرضيات في صدقها على الأشياء فصدق هذا المفهوم على الوجود الخاص يشبه صدق الذاتيات من هذه الجهة فعلى هذا لا يرد علينا قولك فصدق الوجود عليه لا يغنيه عن السبب لأنه انما لم يكن يغنيه عن السبب لو كان موجوديته بسبب عروض هذا المعنى أو قيام حصه من الوجود وليس كذلك بل ذلك الوجود الخاص بذاته موجود كما أنه بذاته وجود سواء حمل عليه مفهوم الوجود والموجود أو لم يحمل والذي ذهب جمهور الحكماء إلى أنه معدوم ليس هو الوجودات الخاصة بل هذا الامر العام الذهني الذي يصدق على الآنيات والخصوصيات الوجودية.
الفصل (8) في أن واجب الوجود لا شريك له في الإلهية وان اله العالم واحد البراهين الماضية (1) دلت على أن واجب الوجود بالذات واحد لا شريك له في