ومن الطرائق التي استحسنوها طريقه زعموا انها يتم من غير الاستعانة بابطال التسلسل والدور أوردها صاحب المطارحات وهي ان الوجود إذا انحصر في الممكنات الصرفة سواء ذهبت سلسلتها إلى غير نهاية أو لم يذهب بأنها دارت على نفسها فجميع الممكنات في حكم ممكن واحد (1) في أنه يفتقر إلى علة فعلتها اما نفسها أو جزء من آحادها أو خارج عنها.
والأول يوجب تقدم الشئ على نفسه والثاني يوجب تقدمه على نفسه وعلى علله (2) والثالث يوجب المطلوب لان الخارج عن جميع الممكنات لا يكون الا واجب الوجود ولا يذهب عليك ان هذا البيان مقدوح فيه عندنا لان الوجود يسارق الوحدة بل عينها وقد علمت (3) ان الكثير بما هو كثير ليس له وجود الا وجودات الآحاد فالمجموع من زيد وعمرو ليس الا اثنين ولا يتحقق منهما شئ ثالث في الوجود الا بمحض الاعتبار فاذن لاحد ان يقول إن جميع الممكنات ليست لها علة أخرى غير علل الآحاد فعله مجموعها عبارة عن مجموع علل افرادها فليست بخارجة عن ذواتها الممكنة التي بعضها علة للبعض فلا يلزم الانتهاء إلى الواجب