ذاته بحيث ينشأ منه هذه الصفات وينبعث عنه هذه الإضافات وكما أن ذاته بذاته مع كمال فردانيته وأحديته يستحق هذه الأسماء من العلم والقدرة والحياة من غير أن يتكثر ويتعدد حقيقة أو اعتبارا وحيثية لان حيثية الذات بعينها حيثية هذه الصفات كما قال أبو نصر الفارابي وجود كله وجوب كله علم كله قدره كله حيوه كله لا ان شيئا منه علم وشيئا آخر منه قدره ليلزم التركيب في ذاته ولا ان شيئا فيه علم وشيئا آخر فيه قدره ليلزم التكثر في صفاته الحقيقية فكذا صفاته الإضافية لا يتكثر معناها ولا يختلف مقتضاها وان كانت زائدة على ذاته فمبدئيته بعينها رازقيته وبالعكس وهما بعينهما جوده وكرمه وبالعكس وهكذا في العفو والمغفرة والرضا وغيرها إذ لو اختلف جهاتها وتكثرت حيثياتها لأدى تكثرها إلى تكثر مباديها وقد علمت أنها عين ذاته تعالى.
قال الشيخ المتأله شهاب الدين المقتول في بعض كتبه ومما يجب ان نعلمه ونحققه انه لا يجوز ان يلحق الواجب إضافات مختلفه توجب اخلاف حيثيات فيه بل له اضافه واحده هي المبدئية تصحح جميع الإضافات كالرازقية والمصورية و نحوهما ولا سلوب فيه كذلك بل له سلب واحد يتبعه جميعها وهو سلب الامكان فإنه يدخل تحته سلب الجسمية والعرضية وغيرهما كما يدخل تحت سلب الجمادية عن الانسان سلب الحجرية والمدرية عنه وان كانت السلوب لا يتكثر على كل حال انتهى كلامه وهو كلام في غاية الجودة الا ان في قوله وان كانت السلوب لا تتكثر محل بحث (1) كما مرت الإشارة إليه من أن سلوب الوجودات (2) بما هي وجودات