والأصل فيه: أن علمهم بالله تعالى أكثر وأتم، وهم مهبط وحيه، ومنازل ملائكته..
ومن المعلوم أن كمال العلم يستلزم كثرة معرفته، والخضوع والخشوع، فينا في صدور الذنب، لكن الاجماع دل على أن النبي صلى الله عليه وآله لا يجوز أن يكون أقل حالا من آحاد الأمة.
ومنها: أنه يلزم أن يكون مردود الشهادة، لقوله تعالى: " إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا " (1)، فكيف تقبل شهادته في الوحي ويلزم أن يكون أدنى حالا من عدول الأمة، وهو باطل بالإجماع.
ومنها: أنه لو صدر عنه الذنب، لوجب الاقتداء به، لقوله تعالى:
" أطيعوا الله وأطيعوا الرسول " (2)، " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " (3)، " فاتبعوني " (4)، والتالي باطل بالإجماع، وإلا اجتمع الوجوب والحرمة.
نزاهة للنبي صلى الله عليه وآله عن دناءة الآباء وعهر الأمهات المبحث الثالث: في أنه يجب أن يكون منزها عن دناءة الآباء، وعهر الأمهات (5).