ما رووه في مطاعن الصحابة المطلب الخامس: فيما رواه الجمهور في حق الصحابة.
روى الحميدي في الجمع بين الصحيحين، في مسند سهل بن سعد، في الحديث الثامن والعشرين من المتفق عليه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " أنا فرطكم على الحوض، من ورد شرب، ومن شرب لم يظمأ، وليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني، ثم يحال بيني وبينهم " (1).
قال أبو حازم: فسمع النعمان بن أبي عياش، وأنا أحدثهم هذا الحديث، فقال: هكذا سمعت سهلا يقول؟؟ قال: فقلت: نعم، قال: أنا أشهد على أبي سعيد الخدري، لسمعته يزيد على اللفظ المذكور:
فيقول: " إنهم من أمتي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول:
سحقا سحقا لمن بدل بعدي (2).
وروى الحميدي في الجمع بين الصحيحين، من المتفق عليه في الحديث الستين، من مسند عبد الله بن عباس، عنه قال: ألا إنه سيجاء برجال من أمتي، فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب أصحابي؟ فيقال:
إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح: وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم، فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم، وأنت على كل شئ شهيد، إن تعذبهم فإنهم عبادك، قال: فيقال لي: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم (3).
وفي الجمع بين الصحيحين للحميدي، في الحديث الحادي والثلاثين بعد المائة، من المتفق عليه من مسند أنس بن مالك، قال: إن النبي صلى الله عليه وآله قال: ليردن علي الحوض رجال ممن صحبني حتى إذا رأيتهم ورفعوا إلي رؤوسهم. اختلجوا، فلأقولن: أي رب أصحابي؟ فليقالن لي:
إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك (4).