بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٣
بعضهم بعضا "، وأن ينصحوا لقومهم (ومنك) يا محمد، وإنما قدمه لفضله وشرفه (ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم) خص هؤلاء لأنهم أصحاب الشرائع (وأخذنا منهم ميثاقا " غليظا ") أي عهدا " شديدا " على الوفاء بما حملوا من أعباء الرسالة، وتبليغ الشرائع، وقيل: على أن يعلنوا أن محمدا " رسول الله، ويعلن محمد أن لا نبي بعده (ليسأل الصادقين عن صدقهم) قيل: معناه: إنما فعل ذلك ليسأل الأنبياء والمرسلين ما الذي جاءت به أممكم (1) وقيل: ليسأل الصادقين في توحيد الله وعدله والشرائع (عن صدقهم) أي عما كانوا يقولونه فيه تعالى، فيقال لهم: هل ظلم الله أحدا "؟ هل جازى كل إنسان بفعله؟ هل عذب بغير ذنب؟ ونحو ذلك، فيقولون: نعم عدل في حكمه، وجازى كلا بفعله، وقيل: معناه:
ليسأل الصادقين في أقوالهم عن صدقهم في أفعالهم، وقيل: ليسأل الصادقين ماذا قصدتم بصدقكم؟ وجه الله أو غيره؟ (2) أقول: سيأتي تفسير سائر الآيات، وسنورد الاخبار المتضمنة لتأويلها في هذا الباب وغيره.
1 - تفسير علي بن إبراهيم: محمد بن الوليد، عن محمد بن الفرات، عن أبي جعفر عليه السلام قال: (الذي يراك حين تقوم) في النبوة (وتقلبك في الساجدين) قال: في أصلاب النبيين. (3) 2 - كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: محمد بن العباس، عن الحسين بن هارون، عن علي بن مهزيار، عن أخيه عن ابن أسباط، عن عبد الرحمن بن حماد، عن أبي الجارود قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قوله عز وجل: (وتقلبك في الساجدين) قال: يرى تقلبه في أصلاب النبيين من نبي إلى نبي حتى أخرجه من صلب أبيه من نكاح غير سفاح من لدن آدم عليه السلام. (4) 3 - بصائر الدرجات: بعض أصحابنا، عن محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط، عن علي بن معمر عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: (هذا نذير من النذر الأولى)

(1) في المصدر: ما الذي أجاب به أممكم؟ وهو الصواب.
(2) مجمع البيان 8: 339.
(3) تفسير القمي: 474.
(4) مخطوط
(٣)
الفهرست