ولو علمت أقوال أبي حنيفة، رضي الله تعالى عنه، في ذلك وأدلته لأغنت وأقنت على أن التعرض لمثل هذا في مصنفات اللغة إنما هو من الفضول الزائدة على الأبواب والفصول.
* قلت: وقد أنصف شيخنا رحمه الله تعالى، وسلك الجادة وما اعتسف، وإن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف.
والفاكهاني بائعها.
وقال سيبويه: ولا يقال لبائع الفاكهة فكاه كما لبان ونبال، وقال أبو معاذ النحوي: الفاكه الذي كثرت فاكهته.
وفكههم تفكيها: أتاهم بها.
والفاكهة: النخلة المعجبة وفاكهة: اسم (1) رجل.
والفاجهة: الحلواء على التشبيه.
ومن المجاز: فكههم بملح الكلام تفكيها: إذا أطرفهم بها، والاسم الفكيهة، كسفينة، والفكاهة، بالضم، والمصدر المتوهم منه الفعل هو الفكاهة، بالفتح.
وقد فكه الرجل، كفرح فكها بالتحريك، وفكاهة فهو فكه وفاكه: أي طيب النفس ضحوك مزاح.
وفي الحديث: كان من أفكه الناس مع صبي.
وفي حديث زيد بن ثابت: كان من أفكه الناس إذا خلا مع أهله.
أو رجل فكه: يحدث صحبه فيضحكهم.
وفكه منه: تعجب، وبه فسر بعض قوله تعالى: (في شغل فكهون) (2)، كتفكه. يقال: تفكهنا من كذا وكذا، أي تعجبنا؛ ومنه قوله تعالى: (فظلتم تفكهون) (3)، أي تتعجبون مما نزل بكم في زرعكم.
ومن المجاز: التفاكه: التمازح.
وفاكهه: مفاكهة: مازحه وطايبه.
وفي المثل: لا تفاكه أمة ولا تبل على أكمة.
وتفكه: تندم؛ عن ابن الأعرابي؛ وبه فسر أيضا قوله تعالى: (فظلتم تفكهون) وكذلك تفكنون، وهي لغة لعكل.
وقال اللحياني: أزد شنوءة يقولون: وتميم تقول: تتفكنون أي تتندمون.
وتفكه به: إذا تمتع (4) وتلذذ.
وتفكه: أكل الفاكهة، ومنه الأثر: تفكهوا قبل الطعام وبعده.
وتفكه: تجنب عن الفاكهة، فهو ضد.
والأفكوهة: الأعجوبة، زنة ومعنى. يقال: جاء فلان بأفكوهة وأملوحة.
وناقة مفكه، وهذه عن الليث. ومفكهة، كمحسن ومحسنة: حاثرة اللبن.
وفي الصحاح: قال أبو زيد: أفكهت الناقة إذا أدرت عند أكل الربيع قبل النتاج، فهي مفكه، انتهى. وقيل: هي إذا رأيت في لبنها خثورة شبه اللبإ.
وقيل: التي يهراق لبنها عند النتاج قبل أن تضع.
وقال شمر: إذا أقربت فاسترخى صلواها وعظم ضرعها ودنا نتاجها، قال الأحوص:
بني عمنا لا تبعثوا الحرب إنني * أرى الحرب أمست مفكها قد أصنت (5) وقال غيره:
مفكهة أدنت على رأس الولد * قد أقربت نتجا وحان أن تلد (6)