كأن حفيف منخر إذا ما * كتمن الربو كير مستعار (1) وربا السويق، الذي في النسخ بفتح القاف على أنه مفعول ربا، وفي المحكم ربا السويق ونحوه بضم القاف على أنه فاعل ربا ربوا كعلو؛ صب عليه الماء فانتفخ.
والربا، بالكسر: العينة.
وقال الراغب: هو الزيادة على رأس المال.
زاد صاحب المصباح: وهو مقصور على الأشهر.
وقال اللحياني: الرماء بالميم لغة فيه على البدل كما سيأتي.
قال الراغب: لكن خص في الشريعة بالزيادة على وجه دون وجه.
وهما ربوان، بالواو الأصل، ويقال ربيان، بالياء على التخفيف مع كسر الراء فيهما. وفي المحكم: وأصله من الواو، وإنما ثني بالياء للإمالة السائغة فيه من أجل الكسرة.
وقد ربا المال يربو: زاد بالربا.
والمربي: من يأتيه.
وقال الزجاج في قوله تعالى: (وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله) (2)؛ يعني به دفع الإنسان الشيء ليعوض أكثر منه، فذلك في أكثر التفسير ليس بحرام، ولكن لا ثواب لمن زاد على ما أخذ.
قال: والربا ربوان: فالحرام كل قرض يؤخذ به أكثر منه أو تجر به منفعة، وما ليس بحرام أن يهب ما يستدعي به أكثر منه، أو يهدي ليهدى له أكثر منها.
قال الفراء: قرأ عاصم والأعمش (ليربو) بياء وفتح الواو؛ وأهل الحجاز بتاء وسكونها، وكل صواب.
والربو والربوة والرباوة، مثلثتين. وأشار في المحكم بتثليث ربوة فقط والفتح والكسر في رباوة بضبط القلم، وصحح عليه الأرموي، ومثله في مفردات الراغب؛ والضم في الرباوة عن ابن جني، كذا رأيته في هامش كتاب المقصور والممدود لأبي علي القالي؛ وفي التهذيب في الربوة ثلاث لغات والاختيار الضم ولغة الفتح (3)؛ وكذلك الرابية والرباة: كله ما ارتفع من الأرض، ومنه قوله تعالى: (ربوة ذات قرار ومعين) (4).
وسميت الربوة رابية كأنها ربت بنفسها في مكان؛ وأنشد ابن الأعرابي:
يفوت العشنق إلجامها * وإن هو وافى الرباة المديدا (5) وقيل: الروابي ما أشرف من الرمل كالدكداكة غير أنها أشد منها إشرافا تنبت أجود البقلة الذي في الرمال وأكبره، ينزلها الناس.
وقوله تعالى: (فأخذهم أخذة رابية) (6)، أي أخذة شديدة.
وقال الفراء: أي زائدة؛ نقله الجوهري.
وربوت في حجره وفي الصحاح في بني فلان، ربوا، بالفتح كما هو مقتضى إطلاقه، والصواب بالضم وهو عن اللحياني، وهكذا ضبط في المحكم، وربوا كعلو وربيت، هو في النسخ بالفتح والصواب بكسر الباء كما هو مضبوط في الصحاح والمحكم، رباء، كسحاب، وربيا، كعتي، أي نشأت؛ وأنشد اللحياني لمسكين الدارمي:
ثلاثة أملاك ربوا في حجورنا * فهل قائل حقا كمن هو كاذب (7)؟