وعنفهم إخوانهم من المسلمين.
وقالت قريش: قد استحل محمد الشهر الحرام، وسفكوا فيه الدماء، وأخذوا فيه الأموال، أم سروا فيه الرجال، وعيروا المسلمين بذلك، وكتبوا فيه. وتحرك اليهود أيضا، ليزيدوا الطين بلة، فلما أكثروا نزل قوله تعالى، مبينا عذر المهاجرين فيما أقدموا عليه: " يسألونك عن الشهر الحرام، قتال فيه؟ قل: قتال فيه كبير، وصد عن سبيل الله، وكفر به، والمسجد الحرام، وإخراج أهله منه أكبر عند الله، والفتنة أكبر من القتل " (1).
وقيل: نزلت الآية حينما جاء مشركوا مكة، وسألوا النبي (ص) عن ذلك على جهة العيب والانتقاص، ففرج الله بذلك عن المسلمين، وبعثت قريش بفداء الأسيرين، فأفداهما (ص) (2).
8 - ثم كانت غزوة بدر الأولى بعد غزوة العشيرة بأيام، حيث أغار كرز بن جابر الفهري على سرح المدينة فخرج النبي " صلى الله عليه وآله " في طلبه، حتى بلغ وادي سفوان من جهة بدر، وفاته كرز، فرجع " صلى الله عليه وآله " إلى المدينة (3).