7 - سرية عبد الله بن جحش إلى بطن نخلة:
ثم كانت سرية ابن جحش في رجب أو في جمادى الثانية من السنة الثانية، في ثمانية، أو اثني عشر رجلا من المهاجرين.
فقد كتب له النبي الأعظم " صلى الله عليه وآله " كتابا، وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين (ولعله لأجل أن لا يطلع على مضمونه أعداء المسلمين من اليهود والمشركين فتتسرب الأخبار إلى أعدائه) فلما سار يومين فتح الكتاب، فإذا فيه بعد البسملة:
" أما بعد، فسر على بركة الله بمن تبعك من أصحابك، حتى تنزل بطن نخلة، فترصد بها عير قريش - وفي رواية: قريشا - حتى تأتينا منها بخبر ".
وأخبر أصحابه: أن رسول الله (ص) قد أمره أن لا يستكره أحدا ممن كان معه، وخيرهم بين الكون معه، وبين الرجوع، فمضوا معه جميعا، فأقام هناك فمرت بهم عير لقريش، فتجرأ المسلمون عليهم، فقتلوا منهم رجلا، وأسروا اثنين، وأخذوا ما معهم، وكان ذلك في أول يوم من رجب أواخر يوم منه على اختلاف النقل.
فلما قدموا على النبي " صلى الله عليه وآله "، أوقف العير والأسيرين، وأبى أن يأخذ منها شيئا (ولكن أبا هلال العسكري يقول: ورد عبد الله بن الجحش بالخمس على رسول الله (ص)، وقسم الباقي بين أصحابه، فكان أول خمس خمسه ") (1).