أسلم من الأنصار بلا زيادة ولا نقيصة!!
ومهما يكن من أمر، فإن النبي الأكرم (ص) استمر يجدد المؤاخاة، بحسب من يدخل في الاسلام، أو يحضر إلى المدينة من المسلمين (1) ويدل على ذلك، أنهم يذكرون: أنه (ص) قد آخى بين أبي ذر والمنذر بن عمرو أو سلمان الفارسي، وأبو ذر إنما قدم المدينة بعد أحد، كما أنه قد آخى بين الزبير وابن مسعود، وقد وصل ابن مسعود إلى المدينة والنبي (ص) يتجهز إلى بدر (2).
ولكن، ربما يشكل على العدد المذكور في قضية المؤاخاة: بأن المسلمين كانوا أكثر من ذلك بكثير، فقد بايعه من أهل المدينة في الغبة الثانية أكثر من ثمانين، كما أنه جهز جيشا بعد عشرة أو ثلاثة عشر شهرا إلى بدر قوامه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا.
ويمكن الجواب أولا: بما ذكره البعض من أن المؤاخاة كانت بين مئة وخمسين من الأنصار، ومئة وخمسين من المهاجرين (3).
وثانيا: لو قلنا بعدم صحة ذلك، لأن الذين خرجوا من المهاجرين إلى بدر كانوا ما بين الستين والثمانين - على اختلاف النقل - فإننا نقول:
إن المذكور في النص هو العدد المهاجري الذي وقعت المؤاخاة بينه وبين نظيره من الأنصار. وقد كان الأنصار أكثر بكثير من المهاجرين، والمهاجرون هم الذين كانوا خمسة وأربعين، على ما يظهر، فكانت المؤاخاة بين هؤلاء وبين مثلهم من الأنصار، ثم استمرت المؤاخاة كلما ازداد عدد المهاجرين، حتى بلغوا مئة وخمسين رجلا، كما في النص الآنف الذكر.