وثمة تناقضات كثيرة أخرى لا مجال لذكرها، فمن أراد المزيد فليراجع وليقارن.
وثانيا: إن ما ورد في الرواية - كما عند النسائي وأحمد والترمذي - من أنه (ص) قدم المدينة وليس بها ماء يستعذب، لا يصح بوجه، فقد كان في المدينة آبار كثيرة عذبة، وقد استمر النبي (ص) على الاستقاء والشرب منها إلى آخر حياته، ومنها بئر السقيا، وبئر بضاعة، وبئر جاسوم، وبئر دار أنس التي تفل فيها النبي (ص) فلم يكن في المدينة بئر أعذب منها (1)، وغير ذلك من آبار كثيرة لا مجال لذكرها (2).
وثالثا: لو صح حديث بئر رومة، فلابد إذن من الإجابة على التساؤلات في المجالات التالية:
1 - إنه إذا كان عثمان قد قدم من الحبشة جديدا، ولم يكن له مال، فمن أين جاء عثمان بالأربعين، أو الخمسة والثلاثين، أو العشرين ألفا من الدراهم، أو المئة بكرة؟! ومتى وكيف اكتسب هذا المال؟!.
2 - ولماذا لا يعين المسلمين في حرب بدر بشئ من تلك المبالغ الهائلة من الدراهم؟ أو بشئ من تلك البكرات التي أخرج منها مئة من صلب ماله، حسبما تنص عليه الرواية؟!. مع أن المسلمين كانوا في بدر بأمس الحاجة إلى أقل القليل من ذلك، وكان الاثنان والثلاثة منهم يعتقبون البعير الواحد، ومع أنه لم يكن معهم إلا فرس واحد، ولم يكن معهم إلا ستة أدرع وثمانية سيوف، والباقون يقاتلون بالعصي وجريد النخل، كما سيأتي بيانه مع مصادره.
أم يعقل أن يكرن قد بذل كل ما لديه في بئر رومة حتى أصبح صفر