قال: أنتم أعلم بأمور دنياكم. أو قال: إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه، فإني إنما ظننت ظنا، فلا تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئا فخذوا به، فإني لن أكذب على الله عز وجل (1).
ونحن نشك في صحة ذلك، إذ مضافا إلى الاختلاف الظاهر في نصوص الرواية، كما يظهر بالمراجعة والمقارنة، لابد أن نسأل:
لماذا يتدخل النبي الأعظم " صلى الله عليه وآله وسلم " فيما لا يعنيه، وما ليس من اختصاصه؟! ألا يعلم: أن الناس يهتمون بكل كلمة تصدر منه، ويرتبون الأثر عليها، ويلتزمون بها؟!.
ولماذا يعرض الناس إلى هذا الضرر الجسيم؟!.
ومن هو المسؤول عن هذه الأضرار التي سببتها مشورته تلك؟!.
ثم إنه كيف يقول ذلك لهم، وهو الذي أمر عبد الله بن عمرو بن العاص بان يكتب عنه كل ما يسمع، فإنه لا يخرج من بين شفتيه إلا الحق؟!.
وقد قدمنا الرواية مع مصادرها في الجزء الأول فلتراجع هناك.
وأيضا لقد كان النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " يعيش في قلب المنطقة العربية، وقد جاوز الثلاث وخمسين سنة، فهل يمكن أن نصدق أنه لم يكن يعرف تأبير النخل وفائدته، وأن النخل لا ينتج بدونه؟ وكيف لم يسمع طيلة عمره المديد شيئا عن ذلك، وهو يعيش بينهم ومعهم؟ أو على الأقل بالقرب منهم؟!.