وأمره باتباعه (1).
وفي المدينة - وبالذات في قباء كما يقولون - التقى بالنبي " صلى الله عليه وآله وسلم "، فقدم إليه رطبا على أنها صدقة، فأبى النبي (ص) أن يأكل منها، وأمر أصحابه فأكلوا، وعدها سلمان واحدة.
ثم التقى به في المدينة، فقدم إليه رطبا على أنها هدية، فقبلها وأكل منها، فعدها سلمان ثانية.
ثم التقى به في بقيع الغرقد وهو في تشييع جنازة بعض أصحابه، فسلم عليه، ثم استدار خلفه، فكشف النبي (ص) عن ظهره، فرأى خاتم النبوة، فانكب عليه يقبله ويبكي، ثم أسلم وأخبره بقصته، وبعد ذلك كاتب سيده، واستمر يعمل من أجل أداء مال الكتابة، وأعانه النبي " صلى الله عليه وآله " على ذلك.
وكان أول مشاهده الخندق، ثم شهد ما بعدها من المشاهد. وقال ابن عبد البر: إن أول ما شهده بدر، وهو المناسب لمعونة النبي (ص) له، فراجع في سيرة سلمان وفضائله كتب الحديث والتراجم (2) بالإضافة إلى ما كتبناه عنه في كتابنا: سلمان الفارسي في مواجهة التحدي ".
ملاحظة:
ويلاحظ هنا: أن سلمان لم يسلم بدافع عاطفي، أو مصلحي، ولم يسلم أيضا استجابة لضغوط أو لجو معين، وإنما دخل في الاسلام عن قناعة فكرية خالصة، وبعد أن سعى من أجل الوصول إلى الدين الحق، ولاقى المصاعب والمتاعب الطويلة في سبيل ذلك، وذلك يؤيد فطرية هذا