سرى تصديق هذه القصة إلى بعض مشاهير علماء العراق والحقيقة ما ذكرناه ويمكن ان يكون الحارث الذي عثر على القبر زاد هذه الزيادة من نفسه فصدقوه عليها.
نسبته وصف نفسه في آخر المصباح وغيره بالكفعي مولدا اللويزي محتدا الجعبي أبا الحارثي نسبا التقي لقبا الامامي مذهبا وفي آخر حياة الأرواح اللواني الجد الجبعي الأب العيماوي المولد. والكفعمي نسبة إلى كفر عيما قرية من ناحية الشقيف في جبل عامل قرب جبشيت واقعة في سفح جبل مشرفة على البحر هي اليوم خراب وآثارها وآثار مسجدها باقية والكفر بفتح الكاف وسكون الفاء وراء مهملة في اللغة القرية وقيل إنه كذلك في السريانية ويكثر استعماله في بلاد الشام ومصر وأهل الشام يفتحون فاء كفر عند اضافتها وعيما بعين مهملة ومثناة تحتية ساكنة وميم وألف لفظ غير عربي على الظاهر وقياس النسبة إلى كفر عيما كفر عيماوي لكنه خفض كما قيل عبشمي وعبدري وحصكفي في النسبة إلى عبد شمس وعبد الدار وحصن كيفا وعن خط الشيخ البهائي ان الكفر على لغة جبل عامل بمعنى القرية وعيما اسم لقرية هناك واصلها كفر عيما أي قرية عيما والنسبة إليها كفر عيماوي فحذف ما حذف لشدة الامتزاج وكثرة الاستعمال فصار كفعمي انتهى والصواب ان عيما ليست اسما للقرية كما لا يخفى بل اسم رجل أو نحوه كما أن تسمية القرية كفرا ليس خاصا بجبل عامل بل هي كذلك في اللغة وكانه حصل تصرف من الناقل فوقع هذا الخلل وإلا فمثل ذلك لم يكن ليخفى على البهائي ويمكن كونه من إضافة العام للخاص. وفي الجزء الرابع من نفح الطيب المطبوع بمصر صفحة 397 ان الكفعمة نسبة إلى كفر عيما قرية من قرى اعمال صفد كما في النسبة إلى عبد الدار عبدري والى حصن كيفا حصكفي انتهى وهي من عمل الشقيف في جبل عامل لا من اعمال صفد إلا أن تكون في ذلك العصر من أعمالها لتجاور البلدين ودخول أحدهما في عمل الآخر في بعض الاعصار وما في النسخة المطبعة من نفح الطيب من رسم عيما بتاء فوقانية من تحريف النساخ. وفي معجم البلدان:
عما بفتح أوله وتشديد ثانية اسم أعجمي لا أدريه إلا أن يكون تأنيث عم من العمومة وكفر عما صقع في برية خساف بين بالس وحلب عن الحازمي انتهى واللويزي نسبة إلى اللويزة بصيغة تصغير لوزة. قرية في جبل عامل من عمل لبنان فاصل آباء الكفعمي من اللويزة وأبوه سكن جبع ثم انتقل إلى كفر عيما فولد ابنه فيها والجبعي نسبة إلى جبع بوزن زفر ويقال جباع بالمد. قرية من قرى جبل عامل على رأس جبل عال غاية في عذوبة الماء وصحة الهواء وجودة الثمار نزهة كثيرة المياه والبساتين والثمار والحارثي نسبة إلى الحارث الهمداني صاحب أمير المؤمنين ع فان المترجم من أقارب البهائي وهما من ذرية الحارث.
أقوال العلماء في حقه ذكره احمد المقري في الجزء الرابع من كتابه نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب صفحة 397 من الطبعة المصرية فقال: الكفعمي هو إبراهيم بن علي بن حسن بن محمد بن صالح وما رأيت مثله في سعد الحفظ والجمع انتهى وحكى الشيخ عبد النبي الكاظمي نزيل جويا من جبل عامل في كتابه تكملة الرجال انه وجد بخط المجلسي: إبراهيم بن علي بن الحسن بن محمد بن صالح الكفعمي من مشاهير الفضلاء والمحدثين والصلحاء المتورعين وكان بين الشهيد الأول والثاني رضي الله عنهما وله تصانيف كثيرة في الدعوات وغيرها انتهى.
وفي أمل الآمل: كان ثقة فاضلا أديبا شاعرا عابدا زاهدا ورعا انتهى ويحكى في كثرة عبادته انه كان يقوم بجميع العبادات المذكورة في مصباحه وتقوم زوجته بما لا يتسع له وقته منها وفي رياض العلماء: الشيخ الأجل العالم الفاضل الكامل الفقيه المعروف بالكفعمي من أجلة علماء الأصحاب وكان عصره متصلا بزمن ظهور الغازي في سبيل الله الشاه إسماعيل الماضي الأول الصفوي وله اليد الطولى في أنواع العلوم لا سيما العربية والأدب جامع حافل كثير التتبع وكان عنده كتب كثيرة جدا وأكثرها من الكتب الغريبة اللطيفة المعتبرة وسمعت انه ورد المشهد الغروي على مشرفه السلام وأقام به مدة وطالع في كتب خزانة الحضرة الغروية ومن تلك الكتب ألف كتبه الكثيرة في أنواع العلوم المشتملة على غرائب الاخبار وبذلك صرح في بعض مجاميعه التي رأيتها بخطه وانه كان معاصرا للشيخ زين الدين البياضي العاملي صاحب كتاب الصراط المستقيم بل كان من تلامذته انتهى وكان واسع الاطلاع طويل الباع في الأدب سريع البديهة في الشعر والنثر كما يظهر من مصنفاته خصوصا من شرح بديعته حسن الخط وجد بخطه كتاب دروس الشهيد قدس سره فرع من كتابته سنة 850 وعليه قراءته وبعض الحواشي الدالة على فضله. ورأيت بعض الكتب بخطه في بعض خزائن الكتب في كربلا سنة 1353 مشائخه في رياض العلماء: يروي اجازة عن جماعة عديدة منهم والده انتهى أقول ومنهم السيد الفاضل الشريف الجليل حسين بن مساعد الحسيني الحائري صاحب تحفة الأبرار في مناقب الأئمة الاطهار وعن رياض العلماء ان مشائخه في الإجازة على الظاهر السيد علي بن عبد الحسين بن سلطان الموسوي الحسيني صاحب كتاب رفع الملامة عن علي ع في ترك الإمامة وقال وكانت بينهما مكاتبات ومراسلات بالنظم والنثر ومدحه الكفعمي في بعض رسائله ومدح كتابه المذكور ونقل عنه كثيرا ودعا له بلفظ دام ظله انتهى أقول وليس ذلك في القطعة التي نقلها الشيخ يوسف البحراني في كشكوله ونسبها إلى بعض تلاميذ المجلس والحقيقة انها قطعة من الرياض.
مؤلفاته 1 الجنة الواقية والجنة الباقية المعروف بمصباح الكفعمي لسبقه بمصباح المتهجد للشيخ أبي جعفر الطوسي الذي كان مشتهرا بينهم وعلى منواله نسج الكفعمي فاستعاروا له اسمه الذي كان مألوفا بينهم لخفته على ألسنتهم وتشابه الكتابين فرع منه سنة 895 وقد رزق هذا الكتاب حظا عظيما ونسخ مصباح المتهجد وكتبت منه نسخ عديدة بالخطوط الفاخرة على الورق الفاخر في جميع بلاد الشيعة وطبع مرتين في بمبئي وثالثة في إيران 2 مختصر منه لطيف نسبه إليه في أمل الآمل ونسب إليه صاحب البلغة الجنة الواقية مختصر لطيف في الأدعية والأوراد عندي منه نسخة والظاهر أنه المختصر الذي نسبه إليه في الأمل وربما شك في كونه له 3 البلد الأمين والدرع الحصين صنفه قبل المصباح وضمنه مضافا إلى الأدعية والعوذ والاحراز والزيارات والسنن والآداب وغيرها جميع أدعية الصحيفة السجادية 4 شرح الصحيفة المسمى بالفوائد الطريفة أو الشريفة في شرح الصحيفة