والشيخ عبد الله بن الشيخ ناصر أبو السعود المتوفى سنة 1341.
وينقل الشيخ فرج في كتابه الأزهار الأرجية: أن الشيخ أصيب في أول دور من أدوار حياته الشباب بكوارث ورزايا، ولكن بالرغم من صغر سنه آنئذ، فهي لم تؤثر على عزيمته الماضية.
وعلى الرغم من الظروف المعيشية القاهرة في ذلك الوقت، إلا أن فكرة العودة إلى النجف ظلت تراوده، وهناك قطع شوطا علميا طويلا، فطالبه عمه بالعودة إلى الوطن. وعاد فترة وجيزة تزوج بعدها وسافر إلى حج بيت الله الحرام، ومن هناك توجه مرة أخرى إلى النجف ليواصل طلب العلم، فدرس لدى كبار العلماء، منهم: المحقق الخراساني، والشيخ محمد طه نجف، والشيخ ملا هادي الطهراني.
استمر فترة يتولى التدريس وأجيز من كل من: الشيخ فتح الله، المعروف بشيخ الشريعة الأصفهاني، والشيخ المازندراني والشيخ محمد تقي آل أسدآبادي. والشيخ محمد كاظم الخراساني. والشيخ عبد الله الشيخ محمد تقي أسد الله الدزفولي.
ومن تلاميذه: الشيخ حسين الشيخ علي القديحي والشيخ منصور علي المرهون وغيرهم.
ثم سافر إلى الهند لعلاج عينه، وأقام بها بضعة شهور في مدينة حيدر آباد، ولكنو وهناك حاول بعض المسيئين حينها التعرض بسوء للشيخ، فعاد إلى النجف وفي سنة 1329 1912 م هاجمت القوات الإيطالية طرابلس الغرب في ليبيا فبادر إلى الاعلان عن سخطه لهذا الانتهاك لحرمات المسلمين، وطبع رسالة على شكل كتاب تحت عنوان: دعوة الموحدين إلى حماية الدين، دعا فيها إلى الجهاد، وحمل السلاح ضد الغزاة، وقد فرع من تصنيفها كما جاء في كتاب الأزهار الأرجية في 25 شوال من نفس العام وطبعت بتاريخ 28 ذي القعدة من العام ذاته.
مؤلفاته:
1 وسيلة المبتدئين إلى فهم عبائر المنطقيين.
2 حاشية على تهذيب المنطق.
3 شرح مبسوط غير تام.
4 حاشية على فرائد الأصول، وهي تحليل رسائل الشيخ الأنصاري.
5 حاشية على كفاية الأصول، وهي تحمل غوامض الكفاية للمحقق الخراساني.
6 رسالة وجيزة في مسالة أصولية.
7 رسالة في أحكام المكاسب والتجارة، وفق آراء أستاذه الخراساني.
8 إحقاق الحق وإبطال الباطل.
9 روح النجاة وعين الحياة، وهي رسالته لمقلديه على ضوء فتاوي الشيخ محمد كاظم الخراساني طبعت سنة 1327.
10 ذكرى الشيخ محمد بن ناصر آل نمر القطيفي العوامي.
وغير ذلك من الرسائل.
شعره:
له قصائد كثيرة في رثاء أهل البيت ع فمن قصيدة مطلعها:
ومن ينظر إلى الدنيا بعين بصيرة * يجدها أغاليطا وأضغاث حالم ويوقظه نسيان ما قبل يومه * إلى أنها مهما تكن طيف نائم ولكنها سحارة تظهر الفنا * بصورة موجود بقالب دائم ولا فرق في التحقيق بين مريرها * وما يدعي حلوا سوى وهم وأهم فكيف بنعماها تغر أخا حجى * فيقرع إن فاتت لها سن نادم وهل ينبغي للعارفين ندامة * على فائت غير اكتساب المكارم على قدر بعد المرء منها ابتعاده * عن الروح واللذات ضربه لازم إلى أن يقول بعد أن يصف المصيبة في واقعة كربلاء:
فما بال قومي لا عدمت انعطافهم * وكانوا أباة الضيم ماضي العزائم أعاروني الصما فلم يسمعوا الندا * وقروا ألم يدروا باني بلا حمي أعيذكم أن لا يغاث صريخكم * بغير قطيع السوط من كف ظالم أعيذكم أن لا يجاب دعاء من * دعاكم بغير السب أو لطم لاطم أعيذكم أن يستباح حريمكم * وتسبى نساكم فوق عجف الرواسم أعيذكم أن يستضام نزيلكم * فتغضون ماذا شان أبناء هاشم أيرضى إباكم أن يروم مبيعنا * يزيد ولم يعطب بقطع الغلاصم أيرضى إباكم أنها كلما دعت * بكم روعت بالسوط فوق المعاصم وفاته:
توفي في مدينة الكاظمية بالعراق سنة 1334 ه، بعد الاحتلال البريطاني للعراق.
ولم تكن وفاته طبيعية، بل كانت في موقف تاريخي. فبعد الاحتلال البريطاني للبصرة والزحف نحو بغداد سنة 1914 م، نادى علماء الدين والمراجع الكبار بوجوب القيام ضد الاحتلال الأجنبي، ووقعت معارك ضارية ولأن الشيخ كان حينها من العلماء البارزين فخطب في محفل من الناس خطبة حماسية ملؤها الأسف والحزن على أمته.
ولم ينته من كلامه... حتى لفظ نفسه الأخير،.
ودفن في روضة الامامين الكاظم والجواد في مدينة الكاظمية.
تأبينه:
وقد ابنه عدد من العلماء والشعراء بعد سنوات من وفاته.
فقد ذكره الشاعر الملا علي بن رمضان في قصيدته المشهورة التي مطلعها:
يا خط يا وطن الكرام ألا اسمعي * ماذا يقول فتاك ذاك الألمعي كم قد شرفت بسادة وأماجد * من حجة للمسلمين ومرجع إلى أن يقول في الشيخ:
والحجة الحسن العلي البشر رب * الفقه والشعر، الهزير اللوذعي وابنه الشيخ عبد الحميد الخطي في قصيدة طويلة، بعنوان ذكرى فقيد العلم والحق جاء فيها: