الأخباريين والأصوليين في قزوين، فقد ذكر محقق الكتاب أن قزوين في القرن الثاني عشر كانت منقسمة إلى فريقين: أخباريين وأصوليين وأنه كانت للأخباريين قوتهم، وكان يفصل بين الفريقين نهر السوق رودخانه بازار، فالقسم الغربي من المدينة كان للأخباريين، والقسم الشرقي كان للأصوليين.
وأن الصراع بين الفريقين كان عنيفا حتى أن الطالب الأخباري كان لا يحمل مؤلفات الأصوليين إلا بمنديل حتى لا تتنجس يده من ملامسة جلد الكتاب اليابس. وأن الأخباريين كانوا من تلامذة وأنصار الشيخ خليل القزويني المتوفى سنة 1089 وكان إخباريا متطرفا.
ويرى الكاتب أن رجوع الشيخ يوسف البحراني عن اخباريته، أو على الأقل اعتداله فيها يعود إلى أنه زار قزوين وجرى بينه وبين الشيخ محمد الملائكة والد المترجم مناظرة في اجتماع كبير بمحضر من علماء الفريقين اشترك فيها الجميع. وأنه كان من نتيجة هذا الاجتماع وما جرى فيه حدوث بلبلة عظيمة في قزوين، أخذت تتوسع وتتصاعد حتى عمت سواد الناس من الفريقين. وقد أدت إلى هجوم الأخباريين على دار الشيخ محمد الملائكة لاغتياله فلم يظفروا به، ولكن احترقت داره وفيها مكتبته، وأدى الأمر إلى أن نفت الحكومة الشيخ محمد من قزوين إلى برغان. وكان البرد قارسا في الطريق فمات أطفال الشيخ دنقا، ثم رزقه الله غيرهم في برغان كان منهم المترجم الشيخ محمد صالح.
وأن انقساما آخر حصل في قزوين بعد ذلك بين أنصار الشيخ أحمد الأحسائي وخصومه انشطرت فيه المدينة شطرين وحاول المترجم في أول الأمر أن يكون محايدا وأن يصلح بين الفريقين، ولكن جرفه التيار أثر انعقاد اجتماع عام في منزل شقيقه الشيخ محمد تقي، تكلم فيه باسم الأحسائيين الشيخ أحمد نفسه، وباسم خصومهم الشيخ آغا الحكمي والشيخ يوسف الحكمي، وانتهى الاجتماع بتكفير الشيخ أحمد.
أولاده ترك من الأولاد 1: الشيخ محمد ولد في كربلا حدود سنة 1205، وتخرج على والده وعمه الشيخ محمد تقي، والسيد علي الطباطبائي الحائري، صاحب الرياض، والسيد محمد المجاهد، وشريف العلماء، وقتل في ساحات القتال، في أوائل الحرب الإيرانية الروسية سنة 1240، ونقل جثمانه إلى قزوين، ودفن فيها.
وهو غير شقيقه وسميه الشيخ محمد الملقب بكاشف الأسرار الآتي ذكره.
2: الشيخ عبد الوهاب تخرج في الفقه والأصول على والده، وعمه الشيخ محمد تقي، وقرأ أيضا على السيد محمد المجاهد، وشريف العلماء، وصاحب الجواهر. وحضر في الحكمة والفلسفة درس الملا علي النوري المتوفى سنة 1246 وبعد وفاته التحق بحوزة الملا آقا الحكمي القزويني ويعد من الطبقة الأولى من تلامذته.
توفي في 25 ذي الحجة الحرام سنة 1294، ودفن في المقبرة العائلية قرب والده.
له مؤلفات منها:
1 خصائص الأعلام في شرح شرائع الاسلام: في خمسة عشرة جزءا ضخما.
2 مخازن الأصول: في عشرين مجلدا ضخما في علم أصول الفقه.
3 ديوان شعر.
4 شرح على العرشية لصدر المتألهين الشيرازي.
هبط طهران في الأواخر فكان من كبار المراجع إلى أن توفي فيها.
3: الشيخ حسن تخرج في العقليات على المولى علي النوري، والمولى ملا آقا الحكمي القزويني، وحضر في الفقه والأصول على والده، وعمه الشيخ محمد تقي وصاحب الجواهر، واختص بالشيخ مرتضى الأنصاري، ثم هاجر إلى الحجاز، وبعد مناظرة بينه وبين بعض الشيوخ في المدينة، فاجأه من ضربه على رأسه ليلا فتوفي في اليوم الثاني، وذلك سنة 1281.
له مؤلفات في الفقه والأصول، ومناسك الحج، وحاشية على رسائل ومكاسب أستاذه، في أربع مجلدات ضخمة.
4: الشيخ حسين تخرج في الفقه والأصول على والده، وعمه، وحضر في كربلاء على السيد إبراهيم القزويني، صاحب الضوابط، وفي النجف على صاحب الجواهر، والشيخ مرتضى الأنصاري، وتتلمذ في الحكمة والفلسفة على ملا آقا الحكمي القزويني، ثم استقر في قزوين وتصدى للتدريس في المدرسة الصالحية، له مؤلفات في الفقه والأصول، منها: منهج الرشاد في شرح الارشاد.
5: الشيخ رضا: تخرج على والده، وعمه، وصاحب الضوابط، وصاحب الجواهر، والشيخ مرتضى الأنصاري.
من مؤلفاته: مصباح الأصول، رسالة في الرضاع، رسالة في النذر، روح النجاة في الكلام والإمامة. توفي بكربلاء سنة 1308.
6: الشيخ محمد الملقب بكاشف الأسرار.
ولد في قزوين سنة 1240 وتوفي حدود سنة 1294.
تخرج على والده وعمه الشيخ محمد تقي وهاجر إلى العراق فالتحق في كربلاء بحوزة السيد إبراهيم صاحب الضوابط وفي النجف بحوزة الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر وغيرهم، وأخذ الحكمة والفلسفة من الملا آغا الحكمي القزويني.
له رسائل في الفلسفة، وتفسير آية الكرسي.
7: الشيخ موسى: تخرج في الفقه والأصول على والده، وعمه الشيخ محمد تقي والشيخ مرتضى الأنصاري في النجف، وتتلمذ في الحكمة والفلسفة على المولى ملا آقا الحكمي القزويني وتولى التدريس في المدرسة الصالحية في قزوين.
من مؤلفاته: أسرار التنزيل في تفسير القرآن في مجلدين ضخمين. توفي سنة 1298.
8: الشيخ محمد علي: تخرج على والده وشقيقيه الميرزا عبد الوهاب، والشيخ حسن، وتتلمذ في العقليات على المولى ملا آقا الحكمي القزويني وتولى التدريس في المدرسة الصالحية بقزوين، وهو زميل السيد جمال الدين الأسد