: عابس جن، قال: حب حسين * منه جنت أنصاره الأوفياء فاتته السيوف تخمد نورا * لم يزل، وهو لأهب لألاء شهداء عاشوا مع الخلد، كي تنشر * منها الظلال والأنداء تتهادى الأحرار في طرق قد * رف منهم على الحياة اللواء فعليهم تحية الروح، تندى * من شعور يفيض منه الولاء وقال فيهم أيضا:
نهضة شع نورها مستطيلا * يرجع الطرف عن سناها كليلا شرعت منهج الخلود، وسنت * في خطاها إلى الرشاد سبيلا ضربت للآباء أبعد مقياس * يهز القرون جيلا فجيلا آية للولاء رتلها الدين * افتخارا بذكرها ترتيلا خرجت للخلود قافلة الايمان * تطوي على الحزون السهولا ودعت بالدموع عاصمة الدين * وسارت عنها تجد الرحيلا حضنتها الصحراء أما رؤوما * واحتوتها الرمال ضيفا جليلا قدستها الوحوش فابتعدت عن * طرق قد سرت بها تبجيلا وعليها الطيور ألقت عن الشمس * بمد الجناح ظلا ظليلا درجت في القفار تبغي مقرا * تبتغيه لركبها ومقيلا لم تجد موطنا سوى بقعة الطف * لأسد الكفاح يصلح غيلا موكب الحق حط فاهتزت الأرض * تعيد التكبير والتهليلا نزلت صفوة الوجود لتعلو * شرفا باذخا، ومجدا أثيلا تركت ذلة الحياة، وعنها * تخذت عزة الخلود بديلا شرف النفس قد أبى أن يعيش الحر * في موطن اللئام ذليلا فئة قادها الحسين إماما * سحبت في ذرى النجوم ذيولا لبست لامة الثياب، وسلت * صارما من إبائها مصقولا ومضت تطلب الممات أو العيش * كما تبتغيه غضا جميلا وقفت، وهي عدة تبلغ السبعين * ليثا من الكماة صئولا دون جيش كأنه السيل قد صب * فسد القفار عرضا وطولا ظامئات نفوسها فهي تذكو * من لظاها حماسة وغليلا وقفت موقفا سيبقى إلى الحشر * على مفرق الابا إكليلا فئة بايعت على الموت لما * وجدت مر طعمه سلسبيلا كل حر يأبى الخضوع لغير الله * قرم يرضي الحسام الصقيلا يقلق الجيش ذكره حيث كان الموت * ظلا بذكره موصولا يتحامى ماضيه عن كل نذل * فلذا يطلب الشجاع المهولا تتلقى الرقاب ضربته إذ * أصبحت للفتى الكمي دليلا وقضت بعد ما قضت واجب السيف * وأرضت عنها القنا والنصولا شهداء الابا لمصرعها التاريخ * قد عاد واجما مذهولا وقال فيهم أيضا:
أحدثوا في منهج الحرب انقلابا * حينما خفوا إلى الموت غضابا هتف الدين بهم فابتدروا * يتهادون شيوخا وشبابا أفرغوا الإيمان درعا دونه * يرجف السيف ارتياعا وارتيابا عقدوا الحق لواءا خافقا * ومشوا في ظله أسدا غلابا لم ترعهم سلطة البغي التي * تملأ الدنيا حروبا وحرابا زحفوا والجيش في أفواجه * مائج تحسبه بحرا عبابا أسكرتهم فكرة النصر فلم * يبصروا آلافه إلا ذبابا حولوا الأرض سماء حينما * عقدوا منها على الأفق سحابا كل فرد أمة في بأسه * يهزم الجيش إذا صال ارتهابا أن تأنى فهو ليث رابض * وإذا ما انقض ينقض عقابا أيها التاريخ حدث عنهم * وأغمر الحفل بذكراهم ملابا شهداء الحق قد شاد لهم * بأسهم في أفق المجد قبابا وثبوا للخلد أحرارا فما * وهنوا جبنا، ولا خاروا اضطرابا نزعوا الأدرع شوقا للردى * واكتسوا من حلل المجد ثيابا وجروا في حلبة الطف إلى * جنة المأوى ذهابا وإيابا بايعوا السبط حسينا واشتروا * منه تاريخا له الدهر أنابا قاوموا الطغيان إيمانا إلى * أن ذوي كابوسه العاتي وذابا هكذا المبدأ في طاقاته * يكسب النصر وأن عز اكتسابا وقفت دون ابن طه موقفا * وجد الدهر به شيئا عجابا فئة بايعت الله فما * راعها الموت وقد كشر نابا قابلت عشرين ألفا، وهي لم * تبرح السبعين عدا وحسابا هجمت باسمة في معرك * قطبت فيه المغاوير ارتعابا هزت الجيش وقد ضاقت به * عرصة الطف سهولا وهضابا زحفت ظامئة، والشمس من * حرها تلتهب الأرض التهابا ما لواها الموقف الدامي وما * صدها الجيش ابتعادا واقترابا سائل الميدان عنها، سترى * كيف أرضته طعانا وضرابا كيف حامت حرم الله فما * خدشت عزا، ولا ذلت جنابا كيف دون السبط راحت تدري * بهواديها سهاما وكعابا في جحيم الحرب حيث اشتبكت * أسيف الشوس اصطداما واصطخابا وقف السبط يصلي، واقتدت * بصلاة السبط حبا وانجذابا أصلاة الخوف، حاشاها فما * روعت، والموت منها كان قابا عرجت لله حتى لم تدع * رتبة إلا وجازتها وثابا رشقتها أسهم البغي فكم * من صريع واجه الموت احتسابا صور في معرض الخلد بها * جاوز الفن من السحر النصابا تلك أم وقفت ترعى ابنها * وهو ينصب على الموت انصبابا وفتى يهتز بشرا بينما * عرسه تبكي شجونا واكتئابا وعجوز كافح الدهر إلى * أن ذوي عودا، كما ذاب اهابا رفرفت رايته، واختال في * ظلها تحسبه ليثا مهابا وكمي روع الجيش فما * زال يدعوه، ولم يسمع جوابا فرمى الدرع، وأبدى صدره * للعدا، وأنساب للموت انسيابا صور حار بها الفن فما * رام أن يرسمها إلا وخابا