ورمى نفسه عليه، وللجيش * اضطراب من وضعه ووجيب ساعة توقف الزمان عن السير * ويوم على الحياة عصيب ذاك سبط النبي يحضن صنوا * وزعت جسمه الظبا والكعوب يا سماء اصعقي... فهذا مصاب * فيه أودى الاسلام سهم مصيب ثم كانت مناظر لوداع * من شجاها وجه الزمان قطوب ورثاء من الحسين، ووضع * من أبي الفضل عنه يعيى الخطيب مصرع الليث في الطفوف سيبقى * مدهشا حوله تطوف الحقوب وقال في رثاء زينب ع:
يا ابنة الفجر أرسلي * آية النور في الظلم روضة أنت أنبتتها * يد الله في الرمم إيه روح الزهراء صوني الاباء * واجعلي الأرض في علاك سماء وأطلي كالفجر في ظلم الأجيال * كي تنشري بها الأضواء وتحدي يزيد في بؤرة الظلم * بعدل يعطر الأجواء واغمري المجلس الخليع جلالا * يغمر الحفل عفة وحياء وانشري روحك الندية في طي * خطاب يحفز الضعفاء وأريهم أن الحياة أفانين * وكم أعقب الصباح مساء وابعثي في السجون من عزمك * الجبار روحا يهدد الأقوياء واحملي راية الشهيد بجو * مظلم كي تفيض في ضياء وأشيري لنا من الغيب كي نجري * في ساحة الوغى شهداء نحن عدنا إلى يزيد فعودي * بيننا، وانشري علينا اللواء فعسى أن تجف منا دموع * سوف تجري على السيوف دماء وعسى أن نرد عهدا تقضى * فطوى الحب والصفا والوفاء ابعثي نغمة بها * يبعث المجد والشمم وأهيبي بعالم * يهضم الذل والألم يا أبنة المرتضى أبي القمم الشم * تقدست رفعة واعتلاء قمت والسبط في جهاد تهاوى * دونه الفكر رجفة وعياء ذاك بالنفس قد فدى الحق، أما * أنت بالصبر قد رفعت النداء أن ما شدتما به من كيان * قد تعالى على السماء علاء تتهاوى القرون حول مبانيه * وما زال مشمخرا بناء لك في كربلاء أي مقام * رفع الحق باسمه كربلاء فعلى كل قطرة من دم خلدت * للمجد دمعة حمراء أن يك السبط بالشهادة قد عاش، * فقد عشت بالأسار بقاء ذاك أدى شطرا، وأديت شطرا * من نشيد، هز القرون غناء لم يكن قتله بأكثر من سبيك * في نظرة الخلود جزاء بكما بثت الرسالة روح العزم * في أمة تضيع اختذاء وأبادت وكر الفساد لتعلي * فوقه للصلاح أفقا مضاء طاولي الشمس بالسنا * واطردي الموت بالعظم نغمة الحق أنت عطرت * بالنور كل فم أطلعي الفجر في دمشق ابنة الظلماء، * كي تمحقي به الظلماء وارفعي الحق قبة تصدع الأفق * جلالا وروعة وبهاء وضريح للحق حام عليه * حلم الشرق عزة وازدهاء ضم منك الرفاة رمز جهاد * يتباهى به الهدى خيلاء تخذ الدين منه كعبة إيمان تحج الدنيا إليه ولاء معبد للعواطف الخرس تشدو * باسمه العذب لذة وانتشاء صهرت فيه كل آمالها حتى * أحالته فتنة غراء تتباهى إيران فيه، ففيه * قد تجلى إيمانها وتراءى بقعة لم تزل توالي عليا * منذ كانت، وآله الأصفياء كشفت في دمشق منه جلالا * يكسف الشمس بهجة وسناء فاتته تسعى ومقصدها الحق * وضحت له الحياة افتداء وقال في أنصار الحسين ع ارسل الدمع هذه كربلاء * ترتمي في رمالها الشهداء فهنا يضرب الحسين خباء * ترتعي الأرض تحته والسماء في نجوم من آله، ونجوم * من رجال تزهو بها العلياء بايعوه على الشهادة كيما * تحتفي في دمائها الأجواء عارضوا البغي وهو كالليل قد مد * رواقا، دجت به الأرجاء وتنادوا باسم العقيدة فاهتزت * بها الروح حين ماج النداء تركوا عالم الفناء، وراحوا * لوجود يشف منه البقاء ركضوا للفداء مذ طلب الدين * وكل يقول: أني الفداء صفوة الله في الوجود، ولله * وجود تحيى به الأصفياء هم من الله كالشعاع من البدر * فهم في سمائه أحياء منهم الأنبياء، قد أنزل الوحي * عليهم، ومنهم الأولياء ومن الأولياء من ينصر الحق * امتثالا لم تغره الأهواء وسيوف الطفوف سلت لأمر * أصدرته الشريعة الغراء فحسين سبط النبي، إمام العصر * يعنو، لما يريد، القضاء يصدر الحكم بالجهاد لتمحى * سلطة تعتلي بها الأدعياء سمعوا دعوة الحسين فلبوها * وماجت بركبها الصحراء وتهادوا في كربلا كبرياء * فتهادت بمجدها الكبرياء فئة في الحساب تبلغ سبعين * وفي الروح أمة شماء هاجمت بالسيوف حكم ابن ميسون * وقد سلها عليه الاباء سائلوا كربلاء عنها، ففي كل * مكان، منها بها أنباء جهزوا عسكرا يقود حبيب * رتله يزدهي به الخيلاء أي شيخ فات الثمانين، لكن * روحه، يستشيط منها الفتاء هاجم الجيش مفردا بحسام * أرهفته الأحداث والأرزاء وقضى بعد ما قضى واجب السيف * وغنت ببأسه الهيجاء وأتاه زهير وهو صريع * في الثرى عنه سائلا: ما يشاء قال: أوصيك بالحسين، فدافع * عنه، فهو الوديعة العصماء هكذا كان كل فرد يرى قمته * أن تسيل منه الدماء وانظروا عابسا وقد هاجم الجيش * ففرت أمامه الأكفاء فهو ليث، والحرب غاب، وأبطال * الوغى حينما يهاجم، شاء فلذا عنه أحجمت فرق الجيش * وطاشت غاراته الشعواء وقف القرم ينزع الدرع كي ترجع * شوقا لقتله الأعداء وهنا صاح فيه من عسكر القوم * جبان، هاجت به السوداء