ما ذا تقول في هيولى نقطة * تضيق في عالمها دنيا الفكر:
إن قلت هذا بشر، قال الحجى: * استغفر الوجدان، ما هذا بشر أو قلت فيها: ملك، أجابني: * هل ملك يحكيه عينا وأثر حارت به الشعوب، شعب منكر * له، وشعب فيه غالى فكفر هذا مقام يقف العقل به * مرددا بين الورود والصدر قدمت قلبي لكم في يومه * والعقل أزويه لأيام أخر يا قلب هذا مسرح الحب فنل * جائزة الخلد بدورك الأغر واختصر الحديث فيه إنما * رسالة الشوق حديث مختصر وسائل الكعبة عن وليدها: * من شرف البيت وقدس الحجر واسترق السمع بنادي مضر * فالخبر الموثوق في نادي مضر وانظر أبا طالب في مجلسه * يمتلك القلب، ويملأ النظر وحوله من هاشم عصابة * ينمى لها المجد وينسب الخطر تصغي إلى أسماره مرتاحة * في الليلة القمراء ما أحلى السمر قد سحر الأسماع في حديثه * فلم تفق حتى تجاوز السحر لا غرو إن أسكره منطقة * فمنطق الشاعر شهد وسكر يدور في الحديث حول حادث * قد حير البدو وأذهل الحضر في البيت حيث الطير لا يعبره * قدسا، وحيث الوحش لا يرعى الحذر قد وضعت فاطمة وليدها * منزها من كل رجس وكدر وأقبلت به إلينا باسما * وقبله لم نر بسمة القمر أني أرى لأبني شانا تنطوي * فيه شؤون غيره إذا انتشر سيدهش التاريخ في أعماله * ويملأ الدنيا عظاة وعبر يهنى أبو طالب فيه، إنه * معجزة الدهر وآية القدر لولاه ما قام لدين أحمد * ركن، وما أنهد الضلال واندثر لا غرو إما احتفل الاسلام في * ميلاده، فإنه ذكرى الظفر ويا وليد البيت هذي نفحة * فاض بها القلب سرورا وانهمر جئت بها مبتكرا طريقة * في المدح، فامنحني عطاء مبتكر وانظر لدنيا الدين والعلم فقد * أمست تعالج الخطوب والغير وانصر رجالا جاهدوا دون الحمى * وهاجموا الخطب وقاوموا الخطر مولاي واغفر لي ما زل بي * شعري، فزلات الأديب تغتفر وقال في علي أمير المؤمنين ع وألقيت في احتفال بذكراه أقيم في مدينة كربلا:
تبقى وتفنى حولك الآثار * مجدا به تتفاخر الأحرار بك يرفع الحق المضام لواءه * ويرف باسمك للجهاد شعار ولأنت للنهضات فجر تنمحي * بشعاعه الآثام والأوزار عبدت للتاريخ نهجا لا حبا * يجري به الإيمان والايثار وأريته كيف العقيدة إن طغت * وهت الخطوب وهانت الأخطار فرد يناضل دولة، وسلاحه * في وجهها ايمانه القهار كيف الاباء إذا تشظى جمره * منه تطاير للخلود شرار كيف الشهادة تغتدي أمثولة * بجلالها تستشهد الأعصار تحيى أبا الأبرار أنك جنة * في ظلها تتنعم الأبرار وفدت يسوق بها الولاء مواكب * لك ملؤها الإعظام والاكبار في ليلة تحكي النهار وضاءة * وترق في أطرافها الأسمار وتقدمت بالتهنيات بمحفل * بهر العيون جماله السحار حفل أقيم على اسم أكرم مولد * فيه ازدهى فهر وطال نزار في البيت أشرق فجره فتلألأت * فيه المناسك فهي منه تنار ولد الوصي أخو النبي وصهره * ولسانه وحسامه البتار وأبو النجوم الغر من لسمائهم * تنمى الشموس وتنسب الأقمار وفتى المواقف ماج منها خيبر * نورا، ورف على حنين الغار من في مناقبه وغر صفاته * تتجاوب الأبرار والأشرار الله قد صلى عليه، فما ترى * تضفي عليه بحمدها الأشعار فاهنأ أبا الشهداء في عيد به * لأبيك طال على الخلود منار وقد احتفى الاسلام باسمك ناشرا * لك صفحة ماجت بها الأنوار فلكر بلاء مكانة قدسية * بك لا تزاحم مجدها الأمصار ها هم بنوك بنو المفاخر يزدهي * بهم الندي ويعمر المضمار الكابحون السيل في عزم له * خشع الأبي وأذعن التيار والمؤمنون الصادقون بموقف * ينهار فيه الفارس المغوار وقفوا وبركان الحوادث ثائر * هز الزمان دويه الهدار وقال في حفل افتتاح الباب الذهبي لمقام أمير المؤمنين ع في شعبان سنة 1373:
عجت ببابك تحتفي الأفراح * وشدت بحمدك تزدهي أرواح وتماوجت تلك الألوف كأنها * بحر تلاطم موجه المجتاح ما ذا أثار شعورها فاحاله * وهجا يفح زئيره اللفاح هل كان ألا من ولاك هياجه * وولاك روح للنضال وراح تحيى العقيدة، فالعقيدة لم تزل * يمحو الظلام شعاعها اللماح قل للعصور المنتنات ألا ارقبي * عصرا تماوج عطره الفواح جرفت حوادثك الضخام بموجة * غمر الحياة هجومها المكساح إن الذين تعاهدوك، وأذعنت * لقضائها الأفراح والأتراح وتكفلوا التاريخ حيث بوحيهم * يتنزل الابهام والايضاح فمحوا كما شاء المرام وأثبتوا * وبنوا نظاما للزمان وراحوا وجرت على ما خططته حوادث * نحر الضمير نظامها السفاح حتى إذا صهر الثقافة منهج * يحكي الضحى أسلوبه الوضاح أدب الحياة، وقد تغلغل جذره * في النفس منه حجابها ينزاح فترى الملامح رغم كل تغير * اجراه في تشريحها الجراح فضح المدائح ضوؤه، فإذا بها * عار عليه من الخنوع وشاح وإذا السفينة في الخضم تلفها * لجج وقد أعيى بها الملاح وإذا بتاريخ الحياة رواية * مكذوبة عنها تجل سجاح