في سماواتك للفكر نزول ونهود ولألحانك في الذكر اضطراب وهمود نورك الظاهر عن ظاهره النور يذود هو معنى جل أن يدركه الفكر الشرود أنك الله... وما لله غيب وشهود صمد فرد قديم لا وليد لا ولود وثب العلم لنجواك فأعياه الجمود وسما الدين لدنياك فعاقته القيود فنأى آدم بالوصل وأدناه الصدود والتوى صالح بالناقة مذ زاغت ثمود وانزوى يونس في اللج، ومل الناس هود ولإبراهيم في النار... هدوء وصمود وإلى الطور سعى موسى تزجيه اليهود ولروح الله في المهد بروق ورعود ولطه في السماوات عروج وصعود ها هو الماضي وثوب واضطراب وركود ومن الحاضر لا يفزعني إلا الجحود ولروحي في شواطيك صدور وورود فسألقاك، وان خابت بمسعاها الجدود لي من روحي وعود سالفات وعهود وقال في المولد النبوي:
عادت الذكرى لنا فاحتفلي * وأعرضي الماضي على المستقبل وأعيدي باسم طه موسما * للتهاني حافلا بالجذل واسألي التاريخ عن معجزة * فهو عنوان كتاب الأزل هبت الصحراء من رقدتها * وتهادت في الصراط الأمثل ولدت للحق ناموس الهدى * وهي غير الظلم لم تحتمل مولد الثورة ما أقدسه * أنه تاريخ وعي الملل سائلي البطحاء ماذا راعها * وهي في عالمها المنعزل واسألي الأصنام من عليائها * من رماها للحضيض الأسفل واسألي فارس كيف انخمدت * نارها، هل جف زيت المشعل؟
وادخلي البيت ففي جانبه * أمة مجموعة في رجل شيبة الحمد وما أعظمه * قائدا حاز وسام البطل كم له دون العلا من موقف * سار في الدهر مسير المثل وانظري الوفاد تسعى حوله * وتحيي كفه بالقبل واسمعي الشاعر يشدو راويا * فنه عن نغمات البلبل يلفظ المعنى بما ينشده * والمعاني معجزات الجمل ينثر الدمعة في بسمته * هل تذوقت الرثا في الغزل؟
ثمل المحفل من ألحانه * وانتشى من شعره المرتجل انظريه ثورة هادئة * وأمانا باعثا للوجل يبعث الأفراح في أنغامه * هاتفا باسم الوليد المقبل فمشت في الحفل من ذكر اسمه * نشوة هزت وقار المحفل ليت شعري هل وعى باطنه * أن هذا اسم النبي المرسل ترك الأمة في عاداتها * وانزوى في غاره المنعزل برمق الأجواء في منظاره * خارقا حجب الظلام المسدل ما هي الأصنام ما تأثيرها * في نظام العالم المكتمل؟
لم يسري الفكر في منحرف * عن صراط الواقع المعتدل؟
هذه العادات امضى فتكة * بالورى من فتكات الأسل يزل الوحي عليه فانبرى * يمحق الياس بنور الأمل يحمل المشعل باليمنى وقد * خص يسراه لحمل المعول في سبيل الحق كم من مشكل * حلة درسا وكم من معضل جاهد الأطماع حتى انهزمت * تستر العار بذيل الفشل فإذا الدنيا بصبح مشرق * بعد ما باتت بليل أليل وقال متحدثا عن القرآن:
يا نشيدا صاغه الله وغناه الرسول فيك أكوان بها تاهت قلوب وعقول ومعان يقف العلم بها وهو جهول عالم لم يحوه عرض ولم يسبره طول واضح المنهج ما ضل بمجراها الدليل مشرق الغاية ما فيها قشور وفضول غامض الاعجاز عن إدراكه الفكر كليل أتراه وهو في منطقة اللفظ يجول؟
ولدنيا اللفظ أبواب نعيها وفصول أم تراه وهو في منطقة المعنى نزيل؟
ومن الفكر إلى المعنى وأن دق سبيل أيها اللحن الذي هلهل فيه جبرئيل فإذا نغمته خمر بها الدنيا تميل وإذا الأفق شموس وإذا الأرض حقول وإذا التاريخ يستقبله عهد جميل فيه تنزاح عن الفكر سجون وكبول هجم الفجر على الآفاق بالنور يصول وأبل البث جيلا زاره وهو عليل أوجز البحث به واختصر الدرب الطويل ومشى الإنسان في درب إلى الحق يؤول ما يقول الشعر في حقك قل لي: ما يقول؟
أنت بحر يتقي موجك فعل وفعول وقال مناجيا يوم غدير خم:
يحتفي الخلد فيك مجدا وفخرا * فتطاول على السماكين قدرا واقتحم ساحة الحياة بعزم * يهرب الموت منه خوفا وذعرا