فتهوي وتندب أدرك أخاك * فيهرع كالليث إذ يهرع رآك وجسمك نهب السيوف * فما شذ عنها به موضع فراحت تعبر عنه الدموع * بلحن يضيق به المصقع وعاد ليستقبل الطاهرات * بقلب به ضاقت الأضلع ولم يبق روح بهذي الحياة * فكل عناوينها تخدع فلا الشمس تبهج ألوانها * ولا البدر يزهو له مطلع ولا الفجر تحلو به يقظة * ولا الليل يهنى به المضجع فقد كنت روح حياة الحسين * فبعدك واحاتها بلقع وقال أيضا في العباس ع:
يطلب الاذن والصراع رهيب * وصليل السيوف لحن طروب بطل تعرف الميادين مرماه * ففيها له مجال رحيب كسر الجفن كي يغطي دمعا * نثه الحزم، والإباء المهيب سائلا من أخيه في الصمت أذنا * للوغى، وهو مطرق مستريب رفع الطرف نحوه السبط إشفاقا * وفي القلب وجده مشبوب ثم مرت عليهما فترة يقصر * عن وصفها الأديب الأريب وأجاب الحسين والألم القاتل * معنى في لفظه مصبوب كيف تمضي عني، وهذا لوائي * بك قد رف مجده المرهوب أن جيشي إذا مضيت سينهار * عليه رواقه المطنوب أنت للنصر رمزه، فإذا فارقتني * زال رمزه المحبوب أنت سيفي يوم الجهاد، فان بنت * سينبو حسامي المخضوب كيف أحيى من بعد موتك، والنور * إذا غبت عن حياتي يغيب فأجاب العباس والألم الصارخ * قبل الجواب كان يجيب:
كيف أحيى ومن دماء أحبائي * عفر الثرى ندي خضيب إخوتي كلهم على الأرض أشلاء * عليهم عصف الرياح هبوب أفيبقى في الغمد سيفي، وهذي * زعقات الوغى بسيفي تهيب أنت بين العدا غريب، وأبقى * ساكنا، أن ذاك وهم غريب لك رمز الفداء عشت لأفدي * لك نفسا إلى الفداء تثوب يا أخي منك أطلب الاذن للموت * وبالحرب يدرك المطلوب وتعالى من العطاشى نشيد * مستثير تذوب منه القلوب وهناك الحسين قال، وفي عينيه * دمع من الفؤاد صبيب يا أخي هدني بكاء اليتامى * وبكاء اليتيم لحن مذيب فائت بالماء للصغار فقد أذواهم * الحزن، والظما، واللهيب منع الماء عن حريم رسول الله * رهط لدينه منسوب عطش قاتل، وضغط مبيد * وهتاف مرد، وفتك عجيب والذي حز في فؤادي صراخ * لرضيع فؤاده مشعوب فابغ نهر الفرات، واملأ سقاء * فعسى فيه للصغار نصيب ومضى يحمل السقاء إلى النهر * وللجيش في الشواطئ وثوب ودع السبط صنوه ببكاء * منه حتى صم الصخور تذوب كلما هم أن يفارقه نازعه * فيه قلبه المجذوب كيف يبقى حيا، ويمضي أبو الفضل * إلى الموت إن ذاك غريب ورأى الجيش صولة الحب في الحرب * فللسيف ثورة وهبوب تتلاشى الصفوف، ذاك شمال * يتهاوى ضعفا، وذاك جنوب فيبيد الحسين صفا، وصفا * بأبي الفضل ضائع منكوب طاقة ترجف الجبال، وزحف * كل جيش أمامه مغلوب فرأى نغل سعد أن يرجع السبط * ويبقى العباس وهو حريب أمر الجيش أن يؤم خباء * فيه يعلو للثاكلات نحيب ورآه الحسين فارتد كي يحمى * حريم الاله وهو كئيب ومضى يهزم الجموع أبو الفضل * وحيدا وقلبه ملهوب قاصدا شاطئ الفرات بعزم * تتلاشى من شفرتيه الخطوب فيبيد الألوف لا سيفه ينبو * ولا وعي عزمه مخلوب عنده الضرب عادة، ولقاء الموت * عيد به الفؤاد طروب سيفه ثورة على البغي منه * أخذت درسها العتيد الشعوب علم المستضام كيف يرد الضيم * وهو المظفر الموهوب بطل عن قواه تعيى البطولات * وينهار حدها المضروب ورث السيف عن أب، باسمه السيف * تسامى له جلال رهيب أخلق الوضع عهد حيدر، لكن * بأبي الفضل عاد وهو قشيب بطل يزحم الفيالق كالليث * يلاقي الأغنام وهو غضوب زاحف يقصد المسناة، والجيش * عليها لواؤه منصوب فأباد الجموع عنها، وباتت * وهي ملك لسيفه مكسوب قحم الماء فارسا بفؤاد * لأهب، كظه الظما والوجيب ملأ الكف، كي يبل شفاها * جف حرا منها الأديم الرطيب فتراءى له الحسين وأطفال * ظماء، حول الحسين تلوب فرمى الماء من يديه، وقد شاطره * في الوفا الجواد النجيب ومضى يملأ السقاء لتروى * منه أم قد جف منها الحليب وانثنى للخيام يزحف، والجيش * به سدت الربى والسهوب فطواه بسيفه، وهو غيران * وقد فاض غيظه المحجوب هزم الجانبين فانخذل القلب * وضاع النظام والترتيب وتوارت فلوله وهي تخفي * نفسها، وهو كالعفرنى وثوب فظلال النخيل أضحت مكنا * لوجوه، فيها تعيث العيوب بينها ابن الطفيل وهو شقي * كل جرم منه إليه يؤوب شهر السيف يرقب الليث، والليث * بعيد عما يروم الرقيب جذ منه اليمين، فالتقط السيف * بيسراه، والدماء تصوب منشدا: أن يكن قطعتم يميني * فهو أمر مقدر مكتوب سوف أحمي دين الهدى بيساري * فيساري لها الجهاد يطيب وإذا باليسار يجتذها نذل * فيهوي منها الحسام الخضيب ورمى عينه لعين، فغطى * نورها الجرح والدم المسكوب لم يرعه الذي جرى، حيث أن * الماء ما زال يحتويه الذنوب لهف نفسي عليه، لما رأى الماء * على الأرض من سقاه يسيب هزه منظر السقاء، وفيه * مزق من سهامهم وثقوب غار في الرمل ماؤه، فانتظار * الطفل للماء منه حلم كذوب أيها الموت أين أنت؟ فما لي * بعده في الحياة عيش رغيب وإذا بالعمود يفلق منه * رأسه، وهو ساهم مكروب فهوى للثرى، ونادى أخاه: * الوداع الوداع، حان المغيب فعدا نحوه الحسين، وفي العين * اندفاق، وفي الفؤاد شبوب