13 محمد بن علي بن حمزة العلوي، المتوفى سنة 287 ه.
14 محمد بن يزيد المبرد الثمالي، المتوفى ببغداد سنة 285 ه.
15 يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبد الله العلوي، أبو الحسين، المتوفى سنة 277 ه.
وهكذا يتضح من معرفة حال المذكورين في أعلاه أن الراوي عنهم من رجال المائة الثالثة بلا شك، وأنه ممن سكن بغداد فترة غير قصيرة، استطاع خلالها أن يحضر مجالس عدد كبير من المحدثين والرواة فيتحدث معهم ويروي عنهم.
أما تعيين اسم المؤلف فقد بقي عندي مجهولا إلى حين، وعلى الرغم من أن صديقي الباحث الدكتور حسين علي محفوظ قد افترضه ابن الكوفي 254 348 ه ورجح نسبة المخطوط إليه، فاني لم أقتنع بذلك بل كنت قاطعا بأنه غيره، لأن مؤلف المخطوط يروي عن أشخاص لم يكن باستطاعة ابن الكوفي الرواية عنهم مشافهة كمحمد بن عبد الله المخرمي المتوفى سنة ولادة ابن الكوفي 254 ه ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه المتوفى سنة 258 ه أي بعد ولادة ابن الكوفي بأربعة أعوام وأحمد بن إسماعيل السهمي المتوفى بعد ولادة ابن الكوفي بخمسة أعوام 259 ه.
ثم اطلعت في أثناء كتاب وفاء الوفا باخبار دار المصطفى للسمهودي المتوفى سنة 911 ه على نقول عن كتاب لم يسمه يعنى بذكر منازل مكة والطرق الموصلة إليها، والمناسك التي ينتفع بها الحاج، وذكر السمهودي أن هذا الكتاب تأليف أبي عبد الله محمد بن أحمد الأسدي، كما ذكر أن هذا المؤلف من المتقدمين، ويؤخذ من كلامه أنه كان في المائة الثالثة. فرجح في ظني أن يكون هذا الأسدي ضالتي المنشودة وأن يكون المخطوط موضوع البحث هو كتابه الذي ينقل عنه السمهودي.
وبعد القيام بمقارنة النصوص التي وردت في وفاء الوفا منقولة عن كتاب الأسدي بما تضمنه المخطوط كانت النتيجة المؤكدة أن هذا المخطوط للأسدي، وأنه هو كتابه الذي كان يقطع كثير من الباحثين بفقدانه وضياعه.
والمستفاد من الكتب العربية الباحثة في الشؤون البلدانية على كثرتها ووفرتها وفي طليعتها معجم البلدان أن كتاب الأسدي كان نادر النسخة على مر القرون فلم يره هؤلاء المؤلفون ولم يطلعوا عليه، ولذلك لم يذكروه ولم يشيروا إليه، بل ربما يخيل لي أن النسخة التي وقف عليها السمهودي ونقل عنها هي بعينها هذه النسخة الفريدة الباقية إلى اليوم، من دون أن يكون لها في الأمس واليوم أخت ثانية في الدنيا مطلقا.
كذلك يستفاد من المصادر الضخمة الكثيرة التي عنيت بالتاريخ والتراجم أن أبا عبد الله الأسدي رجل مجهول الحال كامل الذكر غير معروف لأحد، ولذلك لم يذكر ولم يترجم على الرغم من علمه وفضله وسعة اطلاعه وغزارة معلوماته.
وعلى أي حال، فهذا هو الأسدي وكتابه على وجه القطع واليقين، وأرجو أن أوفق في الأعداد القادمة إلى نشر النصوص التي وردت في مخطوطنا هذا وورد مثلها في نقول السمهودي عنه لتتجلى الحقيقة أكثر وأكثر، فإلى اللقاء إن شاء الله.
تعليق الدكتور محفوظ.
وقد علق الدكتور حسين علي محفوظ على هذه الكلمة بما يلي:
اطلعت في دار الكتب الرضوية بمدينة مشهد مركز خراسان في إيران، أوائل خريف سنة 1957 على نسخة خطية قديمة نادرة، لعلها وحيدة، كان خازن المخطوطات الفاضل يظن أنها كتاب أخبار مكة للأزرقي. وقد استطلع رأيي فيها، لأنه لم يطلع عليه.
فأعجبت بالكتاب، ونبهت طائفة من أفاضل الباحثين إلى الاستفادة منه، وصورته وأعلنت نبا عثوري عليه، وظللت مستمرا على تصفحه وتحقيقه.
رقم هذا المخطوط 5751 تاريخ وعدة أوراقه 116، طول كل ورقة 23 سنتيمترا، في عرض 18 سم. وفي كل صفحة 19 سطرا، مكتوبة بخط نسخي قديم.
وهو ناقص من أوله بضع أوراق، والمظنون أنه تام الآخر.
والنسخة غير مؤرخة، ولكن يخيل إلي أنها اكتتبت في أوائل القرن السادس الهجري تقريبا، أي أوائل القرن الثاني عشر الميلادي. وعلى ظهرها ختم مؤرخ في 957 ه 1550 م. وكانت ملك بعضهم في القرن التاسع، فقد ملكتها يده سنة 899 ه 1494 م.
اهتممت منذ سبع سنين بهذا المخطوط القيم، وفضلته على كثير من النوادر، التي كنت أطلعت عليها حينئذ في إيران، ومنها كتب ورسائل بخط حنين بن إسحاق، المتوفي سنة 260 ه 874 م، ومنظومة في صور الكواكب لابن ابن الصوفي المعروف، المتوفي سنة 376 ه 986 م.
ثم أتيح لي الاطلاع على أوراق بخط شيخنا العلامة الفهرسي الببلغرافي الكبير آقا بزرگ الطهراني نزيل النجف، مصنف كتاب الذريعة إلى تصانيف الشيعة دون فيها أسماء بعض الكتب كمسودة لكتاب الذريعة المذكور. ومنها كتاب منازل مكة.
وكان الشيخ آقا بزرگ الطهراني عثر على هذا الاسم، في كتاب المنقذ من التقليد والمرشد إلى التوحيد المعروف ب التعليق العراقي، تأليف سديد الدين أبي الثناء محمود بن علي بن الحسن الرازي الحمصي، المتوفي في حدود سنة 590 ه 1194 م، الذي فرع من تأليفه سنة 581 ه 1185 م، فقد نقل الحمصي من كتاب غرر الأدلة تأليف أبي الحسين محمد بن علي بن الطيب البصري المعتزلي المتوفي سنة 436 ه 1044، أنه قال: قرأت بخط ابن الكوفي في كتاب منازل مكة وهذه الكلمة، هي التي دعت آقا بزرگ أن يثبت اسم كتاب منازل مكة، وينسبه إلى ابن الكوفي، في كتابه الذريعة فقلت: ربما كان هذا المخطوط منازل مكة ولعل مؤلفه ابن الكوفي.
وقد أشرت إلى ذلك في فهرست تأليفاتي المطبوع على ظهر كتابي تاريخ الشيعة المنشور سنة 1957 ووضعت تجاه اسم الكتاب والمؤلف حرف ظ علامة الظن.
وقد حضني هذا على تتبع ترجمة ابن الكوفي، وألفت رسالة مفصلة في